الله ؛ لعدم تبعُّض الصفقة ؛ ضرورةَ عدم رد عمل الإمام عليهالسلام ، فول قُبل انفراداً فيلزم التفكيك والتبعيض في جملة ما تصاعد من الأعمال ، فلابدّ من قبول الجميع ؛ أو به سبب الولاية ؛ فإنها ـ على ما في الأخبار المعتبرة ـ شرط قبول الأعمال ، ففي الخبر : ولو أن رجلاً قام ليله ، وصام نهاره ، وحج دهره وتصدق بجميع ماله ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فتكون أعماله بدلالته فيواليه ، ما كان له على الله ثواب (١). انتهى.
وأمّا غفران الذنوب : فلأجل شفاعة الإمام عليهالسلام ؛ على ما في الأخبار من عرض الأعمال على النبي وعلى الأئمة عليهمالسلام ـ [لا] سيما إمام العصر ـ في كل يوم مرة أو في كل اُسبوع مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيستغفر النبي أو الإمام لذنبه كما هو مقتضى رأفته. وقد كان عليهالسلام رحمة للعالمين إرثاً من جده ، وقد ورد في تفسير هذه الآية الشريفة في أواخر سورة التوبة : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢) على ما في الصافي (٣) عن الكافي (٤) والعياشي (٥) عن الصادق عليهالسلام قال : تُعرض الأعمال على رسول الله ـ أعمال العباد ـ كل صباح أبرارها وفجارها ، فاحذروها ، وهو قول الله : (وَقُلِ اعْمَلُوا) الآية.
وفيه عنه عليهالسلام أيضاً : إن المؤمنين في الآية هم الأئمة (٦).
وفي الصافي (٧) أيضاً في تفسير هذه الآية : وعن الرضا عليهالسلام قيل له : اُدع الله لي ولأهل بيتي. فقال : أو لستُ أفعل؟ والله إن أعمالكم لتعرض عليّ في كل يوم وليلة. قال : فاستعظمت ذلك ، فقال : أما تقرأ كتاب الله : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (٨).
قال : هو ـ والله ـ علي بن أبي طالب. انتهى.
فقد استفيد من كلامه عليهالسلام «أو لستُ أفعل» أن إمام كل عصر يشفع لآحاد شيعته عند عرض أعمالهم عليه.
__________________
١. المحاسن ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٣٠ ؛ الكافي ، ج ٢ ، ص ١٩ ، ح ٥.
٢. سورة التوبة ، الآية ١٠٥.
٣. الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٣.
٤. الكافي ، ج ١ ، ص ٢١٩ ، ح ١.
٥. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ، ح ١٢٢ و ١٢٣.
٦. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ، ح ١٢٥ ؛ الكافي ، ج ١ ، ص ٢١٩ ، ح ٢.
٧. الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٣.
٨. سورة التوبة ، الآية ١٠٥.