عليه وإن كان يصح حقيقة أو مجازاً كما في الآية (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) (١) وما في الديوان :
* أبوهم آدمُ والاُمّ حواءُ (٢) *
إلا أن الغرض هو التصريح بكونه عليهالسلام جداً للأب. وببيان آخر نقول : كما أن التعبير في الآية بكون إبراهيم أباً للعرب ؛ لأن المجموع من حيث المجموع شامل للجد الأخير الذي هو إسماعيل مثلاً ، وهو ابن لإبراهيم. كما أن التعبير بكون الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم ؛ فإن الناس يشمل الجد الأخير وهو شيث هبة الله الذي ابن لآدم أبي البشر ، فكذلك في المقام الغرض هو جهة الاتحاد في سلسلة الإمامة من حجة العصر ـ عجل الله فرجه ـ إلى جده الحسين عليهالسلام بحكم الوراثة ، كما يصرح به في ظهوره ، فتكون اُبوّة أمير المؤمنين عليهالسلام من هذه الجهة.
قوله : «صلى الله عليه وعلى أخيه» الضمير راجع إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخوه النبي صلىاللهعليهوآله قد صلى عليه استقلالاً ومع علي عليهالسلام انضماماً ، كما أن حجة العصر قد صلى عليه استقلالاً بقوله : «اللَّهم صلِّ على حجك ووليِّ أمرك» ، ثم في ضمن آبائه وأجداده حيث قال : «وعلى من اصطفيت من آبائه البررة ، وعليه أفضل وأكمل وأتم» الخ ؛ فإنّ ضمير «عليه» راجع إلى الحجة عليهالسلام.
قوله : «أفضل» كما ذكرناه في الإعراب مفعول مطلق مضاف إلى «ما صلّيت» ، ولا بأس بالفصل بـ «ما» بينهما من الأكمل والأتم وغيرهما ؛ لعدم كون الفواصل أجنبية ، فكما جوّزوا الفصل بالنداء والقسم ونحوهما ـ بل بالتأكيد اللفظي كما في قولهم : «يا تيم تيم عدي» ـ فكذلك الأمر فيما نحن فيه ؛ لما في الواقع من كون هذه الألفاظ بمثابة التأكيد ؛ لكون معانيها كالمترادفة.
ويمكن أن يقال : الكلمات المتعاطفة جملة بمثابة لفظ واحد مضاف ، أي «أجمع أو أليق ما صليت» أو غير ذلك من الألفاظ الجامعة ، كما قيل في «جاءني القوم واحد بعد واحد» أي مرتباً ، وفي قوله : «الحمام يوم فيوم لا يكثر اللحم» أي غبّاً.
قوله : «وصِلِ اللهم بيننا وبينه وُصلةً» إشارة إلى سؤال الارتباط التام معه ؛ فإن المحبة الكاملة مع الشيء يستلزم حب محبوبه ومنسوبه ، حتى الحيوانات والجمادات ، كما اشتهر
__________________
١. سورة الحج ، الآية ٧٨.
٢. أي الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، البيت الأول ، (بيروت ، دار الكتاب العربي) ، ونقله القرطبي في تفسيره ، (ج ١٦ ، ص ٣٤٢).