فالرّاء بمنزلة حرف الرّوي ، ومجيء الهاء قبلها في الفاصلتين لزوم ما لا يلزم لصحة السّجع بدونها نحو : فلا تقهر ولا تسخر.
[وقوله : سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي أيادي] بدل من عمرا [لم تمنن وإن هي جلّت] أي لم تقطع ، أو لم تخلط بمنّة وإن عظمت وكثرت.
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه |
|
ولا مظهر الشّكوى إذ النّعل زلّت |
زلّة القدم والنّعل كناية عن نزول الشّرّ والمحنة [رأى خلتي] أي فقري [من حيث يخفى مكانها] لأنّي كنت أسترها عنه بالتّجمّل [فكانت] أي خلتي [قذي عينيه حتّى تجلّت] أي انكشفت وزالت بإصلاحه إياها بأياديه ، يعني من حسن اهتمامه جعله كالدّاء الملازم لأشرف أعضائه حتّى تلاقاه بالإصلاح ، فحرف الرّوي هو التّاء ، وقد جيء به قبله بلام مشدّدة مفتوحة ، وهو ليس بلازم في السّجع لصحّة السّجع بدونها نحو : جلّت ومدّت ومنّت وانشقّت ، ونحو ذلك ، [وأصل الحسن في ذلك كلّه (١)] ،
________________________________________________________
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي |
|
أيادي لم تمنن وإن هي جلّت |
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه |
|
ولا مظهر الشّكوى إذ النّعل زلّت |
وأمّا الشّاهد في هذه الأبيات فحرف الرّوي فيها هو التّاء ، وقد جيء قبلها بلام مشدّدة مفتوحة ، ومجيء تلك اللّام ليس بلازم في تحقّق السّجع لتحقّق السّجع في نحو : جلّت ومدّت ومنّت وانشقّت ، ونحوها ، مما اختلف الحرف الّذي قبل التّاء ، ولو كانت الحركة في ذلك أيضا مختلفة ، ففي كلّ من الآية والأبيات لزوم ما لا يلزم.
والأبيات لعبد الله بن الزّبير الأسدي في مدح عمرو بن عثمان بن عفّان ، وهو من شعراء الدّولة الأمويّة.
(١) إلى هنا كان الكلام في بيان أقسام اللّفظي من المحسّنات ، فلمّا فرغ الخطيب من ذلك أراد أن يشير إلى وجه الحسن بهذه المحسّنات اللّفظيّة ، أي إلى الشّيء الّذي لا بدّ أن يحصل حتّى يحصل الحسن بهذه المحسّنات اللّفظيّة ، فالمراد من الأصل في