كقوله :] (١)
بات نديما لي حتّى الصّباح |
|
أغيد (٢) مجدول مكان الوشاح |
[كأنّما يبسم] ذلك الأغيد ، أي النّاعم البدن [عن لؤلؤ منضد] منظّم [أو برد] هو حبّ الغمام [أو أقاح] جمع أقحوان ، وهو ورد له نور ، شبّه ثغره (٣) بثلاثة أشياء.
[وباعتبار وجهه (٤)] عطف على قوله : باعتبار الطّرفين [إمّا تمثيل وهو ما] أي
________________________________________________________
(١) أي قول البحتري.
(٢) «أغيد» بالغين المعجمة والياء والدّال المهملة كأحمد ، النّاعم اللّيّن ، «المجدول» مفعول من الجدل ، وهو بالجيم والدّال المهملة كفلس بمعنى الفتل والإحكام ، فالمجدول هو المحكم المطوي المدمّج ، أي المدخل بعضه في بعض غير مسترخ ، والمراد هناك لازمه ، أي ضامر الخاصرتين والبطن ، لأنّ ذلك موضع الوشاح «الوشاح» بالواو والشّين المعجمة والحاء المهملة ككتاب أراد به المنطقة ، «يبسم» كيضرب مضارع من التّبسم ، وهو أقل الضّحك وأحسنه ، «المنضد» بالنّون والضّاد المعجمة والدّال المهملة كمعظم اسم مفعول بمعنى المؤلّف ، «البرد» بالموحّدة والرّاء والدّال المهملتين كفرس حبّ الغمام ، «الأقاح» بالقاف والحاء المهملة كفلاح جمع أقحوان بالضّمّ وهو البابونج ، أي قسم من الورد له نور. شبّه ثغره بثلاثة أشياء.
والشّاهد في البيت : كونه مشتملا على تشبيه الجمع ، فإنّه متضمّن لتشبيه ثغر الحبيب بثلاثة أشياء في الصّفاء ، ثمّ المراد من الثّغر إمّا هو مقدّم الأسنان أو الفمّ بتمامه ، وحينئذ ففي كلام الشّارح حذف مضاف ، أي شبّه سن ثغره.
وفي جعل هذا البيت من باب التّشبيه نظر ، لأنّ المشبّه أعني الثّغر غير مذكور لا لفظا ولا تقديرا ، وحينئذ فهو من باب الاستعارة لا من باب التّشبيه الّذي كان كلامنا فيه ، إلّا أن يقال بأنّه تشبيه ضمنيّ لا صريح ، وذلك لأنّ الأصل كأنّما تبسما كتبسّم المذكورات مجازا ، وتشبيه التّبسم بالتّبسم يستلزم تشبيه الثّغر بالمذكورات.
(٣) أي شبّه ثغر الأغيد بثلاثة أشياء ، أعني لؤلؤ وبرد وأقاح.
(٤) أي إنّ التّشبيه باعتبار وجه الشّبه ينقسم إلى ثلاثة تقسيمات :
الأوّل : تقسيمه إلى التّمثيل وغير التّمثيل.