والمشبّه به مفرد وهو المقمر. [وأيضا (١)] تقسيم آخر للتّشبيه باعتبار الطّرفين (٢) ، وهو (٣) أنّه [إن تعدّد طرفاه (٤) فإمّا ملفوف (٥)] وهو أن يؤتى أوّلا بالمشبّهات على طريق العطف أو غيره (٦) ثمّ بالمشبّه به كذلك (٧) [كقوله (٨):] في صفة العقاب بكثرة (٩) اصطياد الطّيور. [كأنّ قلوب الطّير رطبا] بعضها (١٠)
________________________________________________________
عن تسامح ، لأنّ قوله : «مقمر» بتقدير ليل مقمر ، وحينئذ ففي المشبّه به تعدّد وشائبة تركيب. والجواب أنّ الوصف والإضافة لا تمنع الأفراد لما سبق من أنّ المراد بالمركّب هي الهيئة الحاصلة من عدّة أشياء ، والمشبّه به هنا ليس كذلك بل مفرد مقيّد بقيد ، فلا تسامح فيه ، هذا مع أنّ صاحب القاموس ذكر أنّ المقمر ليلة فيها قمر ، فليس في الكلام تقدير الموصوف حتّى يرد الاعتراض.
(١) أي ونعود عودا إلى «تقسيم آخر للتّشبيه» ، أي المطلق التّشبيه.
(٢) أي باعتبار وجود التّعدّد فيهما ، أو في أحدهما.
(٣) أي التّقسيم ، الضّمير في قوله : «أنّه» للشّأن.
(٤) أي تعدّد كلّ منهما بحيث كان التّشبيه في الحقيقة تشبيهات لا تشبيها واحدا.
(٥) أي مضموم بعضها إلى بعض في المشبّهات والمشبّهات بها ، تسمّى بذلك للفّ المشبّهات فيه ، أي ضمّ بعضها إلى بعض ، وكذلك المشبّهات بها.
(٦) أي غير العطف ، كطريق التّشبيه والجمع كأن يقال : الحسنان O كالقمرين ، أي كالشّمس والقمر ، أو يقال الأئمّة عليهمالسلام ـ كالنّجوم اللّامعة.
(٧) أي على طريق العطف أو غيره.
(٨) أي قول امرئ القيس «في صفة العقاب» أي في وصف العقاب ، والعقاب مؤنّث سماعيّة ، ولذا يجمع على أعقب ، فإنّ أفعلا يختصّ به جمع الأناث ، نحو : عناق وأعنق وذراع واذرع.
(٩) ووجه كون البيت وصفا للعقاب بكثرة اصطياد الطّيور أنّه يلزم من كثرة قلوب لدى وكرها رطبا ويابسا كثرة اصطيادها لها.
(١٠) أي زاد لفظ بعض في هذين الموضعين دفعا لما يقال : إنّ رطبا ويابسا حالان عن قلوب الطّير ، والحال يجب مطابقتها لصاحبها في التّذكير والتّأنيث ، وهي مفقودة هنا ، إذ لم يقل : رطبة ويابسة ، بل قال : رطبا ويابسا ، وحال الدّفع إنّ الضّمير في «رطبا» و «يابسا»