الّذي ينجم ، أي يظهر من الأرض لا ساق له كالبقول ، (وَالشَّجَرُ) الّذي له ساق (يَسْجُدانِ) أي ينقادان لله تعالى فيما خلقا له ، فالنّجم بهذا المعنى وإن لم يكن مناسبا للشّمس والقمر لكنّه قد يكون بمعنى الكوكب ، وهو مناسب لهما ، [ويسمّى إيهام التّناسب] لمثل ما مر في إيهام التّضاد (١).
[ومنه] أي ومن المعنوي [إلارصاد (٢)] وهو في اللّغة نصب الرّقيب في الطّريق ، [ويسمّيه بعضهم التّسهيم (٣)] يقال : برد مسهّم فيه خطوط مستوية ، [وهو (٤) أن يجعل قبل العجز من لفقرة] ، وهي في النّثر بمنزلة البيت من النّظم ، فقوله (٥) : هو يطبع الأسجاع
________________________________________________________
(١) فإنّه يوجّه بتوجيه مثل التّوجيه الّذي وجّه به إيهام التّضادّ ، فإنّ المعنيين هناك قد ذكرا بلفظين يوهمان التّضادّ بحسب الظّاهر ، وههنا قد ذكرا بلفظين يوهمان التّناسب بحسب الظّاهر. فنّسبة إيهام التّناسب من مراعاة النّظير كنسبة إيهام التّضادّ من المطابقة.
(٢) أي ما يسمّى بالإرصاد ، والإرصاد في اللّغة هو نصب الرّقيب في الطّريق ليدلّ عليه ، أو ليراقب من يأتي منها ، يقال : رصدت ، أي راقبت ، وأرصدته جعلته يرصد ، أي يراقب الشّيء.
(٣) جعل البرد أي الثّوب ذا خطوط ، كإنّما فيه سهام ، فإنّ الكلام في هذا القسم كالبرد المسّهم المستوي الخطوط للزّينة.
(٤) أي الارصاد ـ في الاصطلاح «أن يجعل قبل العجز» بضمّ الجيم ، سواء كان متّصلا بالعجز أو كان هناك فاصل بينهما ، وأمّا وجه تسمية ما يدلّ على العجز إرصادا فلأنّ الإرصاد في اللّغة نصب الرّقيب في الطّريق ليدلّ عليه أو على ما يأتي منه ، وما يدلّ على العجز نصب ليدلّ على صفته وختمه.
وأمّا وجه تسميته تسهيما ، فلأنّ ما جعل قبل العجز ليدلّ عليه مزيد في البيت ، أو في الفقرة ليزيّنه بدلالته على المقصود من عجزه ، فصار بمنزلة الخطوط في الثّوب المزيدة فيه لتزينيه ، أو لأنّ ما قبل العجز مع العجز كأنّهما خطّان مستويان في البيت أو الفقرة.
(٥) أي قول الحريري في وصف خطيب اسمه أبو زيد السّروجي «وهو» أي الخطيب يطبع الإسجاع» ، يقال : طبعت السّيف والدّرهم ، أي عملته وطبعت من الطّين جرّة عملتها منه ، والأسجاع جمع سجع وهو الكلام الملتزم في آخره حرف مخصوص ، فهو قريب من الفقرة ،