[وأيضا] تقسيم آخر للتّشبيه باعتبار وجهه وهو (١) أنّه [إمّا مجمل وهو ما لم يذكر وجهه ، فمنه] أي فمن المجمل ما هو [ظاهر] وجهه (٢) أو فمن الوجه الغير المذكور ما هو ظاهر [يفهمه كلّ أحد (٣)] ممّن له مدخل في ذلك. [نحو زيد كالأسد (٤) ، ومنه خفيّ لا يدركه (٥) إلّا الخاصّة كقول بعضهم]
________________________________________________________
فيه وصف حقيقيّ موجود خارجا في ضمن الهيئتين الكائنتين في الطرفين ، وذلك أنّ الهيئة المنتزعة من الثّريّا الشكل الّذي ينتزع من إحاطة خطوط على الأنجم المخصوصة ، وما لها من القرب والبعد ، وكذا الحال في العنقود ، ولا ريب أنّ هذا الشّكل أمر خارجيّ حسّيّ قائم بالأنجم والعنقود ، فكلّ تمثيل عند السّكّاكي تمثيل عند الجمهور وليس كل تمثيل عند الجمهور تمثيلا عن السّكّاكي ، فبين المذهبين عموم وخصوص مطلق باعتبار الصّدق.
(١) أي التّقسيم الآخر إنّ التّشبيه إمّا مجمل وإمّا مفصّل ، وكان المناسب أن يقدّم المفصّل ، وذلك لأحد أمرين :
الأوّل : لأنّ مفهوم المفصّل وجوديّ.
والثّاني : لأجل قلّة مباحثه ، فبتقديمه يندفع طول الفصل بينه وبين المجمل.
(٢) أي من التّشبيه المجمل التّشبيه الّذي ظاهر وجهه ، بناء على كون العبارة مشتملة على حذف البدل ، وهو وجهه ، إذ لا يصحّ أن نحملها على حذف الفاعل ، لكونه مقصورا على موارد ليس المقام منها.
(٣) أي قوله :
«يفهمه كلّ أحد» تفسير لقوله : «ظاهر».
وحاصل ما في المقام إنّ ضمير منه في قوله : «فمنه» إمّا راجع إلى المجمل ، وإمّا راجع إلى الوجه الغير المذكور قوله :
«ممّن له مدخل في ذلك» بيان لقوله «كلّ أحد» أي ممّن له مدخل في استعمال التّشبيه لا مطلق أحد.
(٤) أي أنّ كلّ أحد يفهم أنّ وجه الشّبه في المثال هو الشّجاعة.
(٥) أي لا يدرك وجه الشّبه «إلّا الخاصّة» أي الجماعة الّذين ارتفعوا عن طبقة العوامّ ولهم ذهن يدركون به الدّقائق والأسرار.