[والغرابة قد تكون (١) في نفس الشّبه]. بأن يكون تشبيها فيه نوع غرابة ، [كما في قوله :] (٢) في وصف الفرس بأنّه مؤدّب ، وأنّه إذا نزل صاحبه عنه وألقى عنانه في قربوس (٣) سرجه وقف مكانه إلى أن يعود إليه ، [وإذا احتبى (٤) قربوسه] أي مقدّم سرجه [بعنانه (٥) علك (٦) الشّكيم إلى انصراف الزّائر (٧)] الشّكيم والشّكيمة هي الحديدة المعترضة (٨) في فم الفرس ، وأراد بالزّائر نفسه ،
________________________________________________________
(١) أي أشار بهذا إلى أنّ الغرابة في الاستعارة كما تكون بخفاء الجامع بين الطّرفين بحيث لا يدركه إلّا المتّسع في الحقائق والدّقائق ، المحيط علما بما لا يمكن لكلّ أحد ، تكون أيضا بالغرابة في نفس الشّبه ، أي إيقاع المشابهة بين الطّرفين فقوله : «في نفس الشّبه» أي في التّشبيه نفسه لا في وجه الشّبه ، كما يدلّ عليه قول الشّارح بأن يكون تشبيها فيه نوع غرابة.
(٢) أي قول يزيد بن مسلمة بن عبد الملك.
(٣) أي القربوس محرّكة لا يسكن إلّا لضرورة ، وهو حشو السّرج كما في القاموس ، وقيل :
القربوس بفتح الرّاء هو مقدّم السّرج ، فلا حاجة إلى حذف مضاف ، أي مقدّم السّرج ، كما يتوهّم من عبارة الشّارح ، وكيف كان فهو اسم عجميّ غير منصرف للعلميّة والعجميّة.
(٤) أي قال في المصباح حبا الصّغير يحبو حبوا ، إذا دحرج على بطنه ، إلى أن قال :
واحتبى الرّجل جميع ظهره وساقيه بثوب أو غيره.
(٥) أي بلجامه.
(٦) أي مضغ دالاك الشّكيم.
(٧) أي المراد بالزّائر نفسه أي نفس القائل لا شخص آخر ، والأصل إلى انصرافي ، فعبّر عن نفسه بالزّائر للدّلالة على كمال تأدبّه ، حيث يقف مكانه وإن طال مكثه ، كما هو شان الزّائر للحبيب.
(٨) أي المدخلة في فم الفرس مجعولا في ثقبتها الحلقة الجامعة لذقن الفرس إلى تلك الحديدة.