مبالغة عند ذكر جميع الأركان (١) فالأعلى (٢) [حذف وجهه وأداته (٣) فقطّ] أي بدون حذف المشبّه ، نحو : زيد أسد ، [أو مع حذف المشبّه] نحو : أسد ، في مقام الإخبار عن زيد.
[ثمّ] الأعلى (٤) بعد هذه المرتبة [حذف أحدهما] أي وجهه وأداته (٥) [كذلك أي فقطّ أو مع حذف المشبّه نحو : زيد كالأسد (٦) ، ونحو : كالأسد (٧) ، عند الإخبار عن زيد (٨) [ولا قوّة لغيرهما] وهما الاثنان الباقيان أعني ذكر الأداة والوجه جميعا ، إمّا مع ذكر المشبّه أو بدونه ، نحو : زيد كالأسد في الشّجاعة (٩) ،
________________________________________________________
(١) أي فكان الواجب على هذا أن يقال : أعلى مراتب التّشبيه في القوّة الحاصلة باعتبار حذف الأركان ما حذف منه الوجه والأداة معا.
(٢) أي فالقسم الأعلى مرتبة حذف وجهه وأداته ، وإنّما قدّر الشّارح ، فالأعلى للإشارة إلى أنّ قول المصنّف : «حذف وجهه» خبر عن قوله : «فالأعلى».
(٣) أي تركهما بالكلّيّة لا أنّهما مقدّران بخلاف قوله :
«مع حذف المشبّه» أي لفظا لأنّه ملحوظ تقديرا في نظم الكلام ، إذ لو أعرض عنه وترك بالكلّيّة لخرج من التّشبيه إلى الاستعارة ، وقوله : «وحذف وجهه أو أداته فقطّ» ، «أو مع حذف المشبّه» ، هاتان الصّورتان مساويّتان.
(٤) أي لا بدّ من الالتزام بكون الأعلى مجرّدا عن معنى التّفضيل وإرادة العاليّ منه ، إذ لا أعلويّة فيما بعد هذه المرتبة ، كما أنّه لا علوّ بعد هذه المراتب الأربع على ما سيظهر من تقريره.
(٥) وقد اختلف في الأقوى من هذين ، فقيل : أقواهما حذف الأداة لما فيه من دعوى الاتّحاد ، وقيل : أقواهما حذف الوجه لما فيه من إطلاق المماثلة.
(٦) مثال لحذف وجه الشّبه فقطّ.
(٧) مثال لحذف المشبّه والوجه معا.
(٨) أي إذا كان هذا الكلام مسوقا في مقام الإخبار عن زيد بأنّه مشابه للأسد ، كما إذا قيل لك : ما شأن زيد ، فتقول : كالأسد.
(٩) مثال لذكر الأداة والوجه مع ذكر المشبّه.