الأربعة فالأداة إمّا مذكورة أو محذوفة ، تصير ثمانية (١) و [أعلى مراتب التّشبيه (٢) في قوّة المبالغة] إذا كان اختلاف المراتب وتعدّدها (٣) [باعتبار (٤) ذكر أركانه] أي أركان التّشبيه [كلّها أو بعضها] أي بعض الأركان ، فقوله (٥) : باعتبار ، متعلّق بالاختلاف الدّالّ عليه سوق الكلام (٦) لأنّ أعلى المراتب إنّما يكون بالنّظر إلى عدّة مراتب مختلفة ، وإنّما قيّد بذلك (٧) ،
________________________________________________________
(١) أي حاصلة من ضرب الاثنين في الأربعة ،
بيان ذلك أنّ الأداة إمّا مذكورة أو محذوفة ، والوجه والمشبّه أيضا إمّا محذوفان أو مذكوران ، فإذا ضربنا حالتي حذف الأداة وذكرها في أربعة أحوال ، وهي ذكر المشبّه وحذفه ، وذكره الوجه وحذفه ، تحصل ثمانية.
(٢) أي أقوى مراتب التّشبيه في قوّة المبالغة ، حذف وجهه ، فقوله : «أعلى مراتب التّشبيه» مبتدأ وخبره «حذف وجهه» ، في كلام المصنّف.
(٣) أي «تعدّدها» عطف تفسير على «اختلاف المراتب».
(٤) أي قوله : «باعتبار» متعلّق بالاختلاف لا ب «قوّة المبالغة» ، كما قيل.
(٥) أي هذا تفريع على ما تقدّم من قوله : «إذا كان اختلاف المراتب» ، وهو جواب عمّا يقال : إنّ المتبادر من المصنّف أنّه متعلّق بقوله : «في قوّة المبالغة» ، وحينئذ فيفيد أنّه إذا ذكرت أركانه كلّها يكون هناك قوّة مع أنّه لا مبالغة فيه فضلا عن قوّتها.
وحاصل الجواب : إنّ قوّة المبالغة إنّما هي إذا كان الاختلاف باعتبار ذكر الأركان كلا أو بعضا.
(٦) أي سوق كلام المصنّف ، وهو قوله : «أعلى مراتب التّشبيه» حيث إنّه ناطق على أنّ هنا مراتب مختلفة ، فيها أعلى وأدنى ، كما أشار إليه بقوله : «لأنّ أعلى المراتب» إنّما يكون بالنّظر إلى عدّة مراتب مختلفة.
(٧) أي بقوله : «باعتبار ذكر أركانه كلّها أو بعضها» احترازا عن غيره ، لأنّ الاختلاف في المراتب قد يكون باعتبار اختلاف المشبّه به مع أنّ هذا الاختلاف غير مقصود بالخاتمة ، لاستواء العامّة والخاصّة فيها ، والمقصود بها هو الاختلاف باعتبار ـ ذكر الأركان كلا أو بعضا.