لا تفصيل فيه ، فيصير سببا للابتذال. [وإمّا بعيد غريب] عطف (١) على قوله : إمّا قريب مبتذل [وهو (٢) بخلافه] أي ما لا ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به إلّا بعد فكر وتدقيق نظر [لعدم (٣) الظّهور] أي لخفاء وجهه في بادي الرّأي ، وذلك أعني عدم الظّهور (٤) [إمّا لكثرة التّفصيل كقوله : والشّمس كالمرآة] في كفّ الأشلّ ، فإنّ وجه الشّبه فيه من التّفصيل ما سبق (٥) ، ولذا (٦) لا يقع في نفس الرّائي للمرآة الدّائمة الاضطراب إلّا بعد أن يستأنف تأمّلا ويكون في نظره متمهّلا [أو ندور] أي (٧) لندور [حضور المشبّه به
________________________________________________________
(١) أي والعاطف هو الواو لا إمّا على الصّحيح ، كما بيّن في النّحو.
(٢) أي البعيد ، بخلاف القريب المبتذل في المفهوم وهو التّشبيه الّذي لا ينتقل الذّهن في التّشبيه من المشبّه إلى المشبّه به إلّا بعد فكر وتدقيق نظر ، فعطف «تدقيق نظر» على «فكر» عطف تفسير.
(٣) علّة لمخالفته للقريب.
(٤) أي عدم الظّهور ، يكون لأمرين :
الأوّل : ما أشار إليه بقوله : «إمّا لكثرة التّفصيل».
والثّاني : ما أشار إليه «أو ندور».
(٥) وحاصل ما سبق من التّفصيل أنّ وجه الشّبه في المثال هيئة قد انتزعت من الأمور الكثيرة ، كالاستدارة والإشراق والحركة السّريعة على الكيفيّة المخصوصة الّتي يراها النّاظر إذا أحدّ نظره ليرى جرم الشّمس ، فهذا التّفصيل أوجب كون وجه الشّبه خفيّا ، وهو أوجب غرابة التّشبيه.
(٦) أي لأجل كثرة التّفصيل في وجه تشبيه الشّمس بالمرآة الموصوفة «لا يقع» أي لا يحصل ذلك الوجه ، وهو الهيئة المعتبر فيها التّفصيل المذكور فيما سبق «في نفس الرّائي للمرآة الدّائمة الاضطراب» أتى بهذا القيد لأنّ وجه الشّبه المذكور سابقا من الهيئة الموصوفة لا يتأتّى إلّا مع دوام الحركة واضطرابها ، «إلّا بعد أن يستأنف تأمّلا» أي يجدّده ويستقلّه «ويكون في نظره متمهّلا» أي متداوما.
(٧) أي أتى الشّارح بهذا التّفسير للإشارة إلى أنّ قوله : «أو لندور» عطف على قوله : «كثرة» فالمعنى أنّ عدم الظّهور إمّا لكثرة التّفصيل أو لندور حضور المشبّه به ، أي لقلّة التّفصيل مع ندور حضور المشبّه به.