فالهاء والهمزة (١) ليستا كذلك [أو في الآخر نحو : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ)(١) (٢).
وإن اختلفا] أي لفظا المتجانسين [في ترتيبهما] أي ترتيب الحروف بأن يتّحد النّوع والعدد والهيئة ، لكنّ قدم في أحد اللّفظين بعض الحروف ، وأخّر في اللّفظ الأخر [سمّي] هذا النّوع [تجنيس القلب نحو : حسامه فتح لأوليائه وحتف لأعدائه (٣) ، ويسمّى قلب كلّ] لانعكاس ترتيب الحروف كلّها.
[ونحو : اللهمّ استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، ويسمّى قلب بعض (٤)] إذ لم يقع الانعكاس إلّا بين بعض حروف الكلمة [فإذا وقع أحدهما] أي أحد اللّفظين المتجانسين تجانس القلب [في أوّل البيت و] اللّفظ [الآخر في آخره سمّي] تجنيس القلب حينئذ [مقلوبا مجنّحا] لأنّ اللّفظين بمنزلة جناحين للبيت كقوله : لاح أنوار الهدى من كفّه في كلّ حال (٥).
________________________________________________________
(١) في المثال السّابق ، وهو قوله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) ، ليسا كذلك ، أي الإدغام بينهما مع أنّهما حلقيتان.
(٢) فالأمر والأمن متّققان ، إلّا في الرّاء والنّون وهما غير متقاربين مخرجا ، هذا ما أراده الخطيب في المقام.
لكنّ الكلام في مخرج الرّاء والنّون كالكلام في مخرج الفاء والميم في المثال السّابق من حيث الاختلاف.
(٣) الشّاهد في فتح وحتف ، فإنّ الفاء والتّاء في كلّ واحد منهما وقعت بعكسها في الآخر ، ويسمّى هذا القسم قلب الكلّ.
(٤) فإنّ الانعكاس إنّما وقع في العين والواو وحدهما ، وأما الألف والتّاء والنّون ، فإنّها في محالّها ، ويسمّى هذا الضّرب قلب بعض ، والوجه فيه ظاهر.
(٥) فقوله :
«حال» قلب لقوله : «لاح» ، و «لاح» في أوّل البيت ، و «حال» في آخره ، كأنّهما جناحان له ، ولهذه المناسبة سمّي مقلوبا مجنّحا.
__________________
(١) سورة النّساء : ٨٣.