عين السّامع [كما في تشبيه وجه أسود بمقلة (١) الظّبيّ أو تشويهه (٢)] ، أي تقبيحه [كما في تشبيه وجه مجدور (٣) بسلحة جامدة (٤) ، قد نقرتها الدّيكة] جمع ديك [أو استطرافه (٥)] ، أي عدّ المشبّه طريفا حديثا بديعا [كما (٦) في تشبيه فحم فيه جمر موقد
________________________________________________________
(١) وهي الشّحمة الّتي تجمع السّواد والبياض ، ويكون سوادها مستحسنا طبعا ، لما يلازمه من الصّفاء العجيب والاستدارة ، مع إحاطة لون مخالف غالبا من نفس العين ، أو خارجها ، فتشبيه الوجه الأسود بها يوجب كونه مصوّرا عند السّامع بصورة حسنة.
(٢) أي تقبيح المتكلّم المشبّه لأجل أن ينفر المخاطب عنه.
(٣) أي وجه عليه آثار الجدري.
(٤) عذرة يابسة «قد نقرتها» أي نقّبتها بالمنقار حال رطوبتها ، وفي «قد» إشعار بأنّ أثر النّقر باق في السّلحة بعد ، لأنّه يزول بطول الزّمان.
ووجه الإشعار أنّه مفيد للتّقريب ، ووصف السّلحة بالجمود ليتمّ شبه بلزوم تلك الحفرة ، وتقرّرها كما في الوجه المجدور ، والجامع بين الطّرفين الهيئة الحاصلة من شكل الحفر ، وما أحاط بها.
ووجه تقبيح المشبّه في هذا التّشبيه أنّ المشبّه به وهو السّلحة المذكورة صورتها في غاية القباحة ، فلمّا ألحق بها الوجه المجدور تخيّل قبحه ، ولو كان فيه حسن باستقامة رسومه ، وصار مظهرا في أقبح صورة لأجل التنّفير عنه.
(٥) أي من استطرفت الشّيء أي اتّخذته طريفا حديثا ، فالمراد باستطراف المشبّه ـ جعله جديدا بديعا لأجل الاستلذاذ به ، ووجه جعله جديدا أنّه أظهر متلبّسا بوصف أمر غريب مستحدث على ما يأتي.
(٦) أي كالاستطراف الّذي «في تشبيه فحم فيه جمر» أي النّار الموقدة ، فعليه لا حاجة إلى قوله : «موقد» ، إلّا أن يقال إنّما أوتي به لغرض التّأكيد ، ووجه الشّبه هي الهيئة الحاصلة من وجود شيء مضطرب مائل إلى الحمرة في وسط شيء أسود ، وقوله : «لإبرازه» متعلّق بمحذوف ، أي إنّما استطرف المشبّه في هذا التّشبيه الكائن في المثال لإبرازه ، أي المشبّه.