أي إنما يحمل على خلاف مراده بأن يذكر متعلّق ذلك اللّفظ [كقوله :
قلت ثقلت (١) إذ أتيت مرارا |
|
قال ثقلت كاهلي (٢) بالأيادي (٣)] |
فلفظ ـ ـ ثقلت ـ وقع في كلام الغير بمعنى حملتك المؤونة ، فحمله على تثقيل عاتقه بالأيادي والمنن ، بأن ذكر متعلّقه (٤) ، أعني قوله : كاهلي بالأيادي. [ومنه] أي ومن المعنوي :
[الاطّراد (٥) وهو أن تأتي بأسماء الممدوح أو غيره و] أسماء [آبائه (٦) على ترتيب الولادة (٧) من غير تكلّف] في السّبك [كقوله :
إن يقتلوك فقد ثللت (٨) عروشهم |
|
بعتيبة بن الحارث بن شهاب |
يقال للقوم إذا ذهب عزّهم وتضعضع حالهم قد ثلّ عرشهم يعني إن تبجّحوا (٩)
________________________________________________________
(١) بتشديد القاف وضم التّاء إذا أتيت مرارا.
(٢) ما بين الكتفين.
(٣) المنن والنّعم ، وحاصل معنى البيت : أنّ الشّاعر يقول لمخاطبه : ثقلت عليك ، وحملتك المشقة بإتياني إليك مرارا ، فقال له المخاطب : صدقت في كونك ثقلت عليّ ، ولكن ثقلت كاهلي بالمنن.
والشّاهد في أنّه قد حمل المخاطب لفظ «ثقلت» على خلاف مراد الشّاعر ، أي على تثقيل عاتقه ، أي كتفه.
(٤) وهو المفعول مع المجرور ، أعني كاهلي بالأيادي.
(٥) أي النّوع المسمّى بالاطّراد ، وهو في الأصل تتابع أجزاء الماء وإطّرادها ، نقل للكلام السّلس المنسبك السّبك الحسن ، فصارت أجزاؤه في حسن تتبّعها وعدم تكلّفها ، كأجزاء الماء في اطّرادها ، ولذا قال في تعريفه : «وهو أن تأتي بأسماء الممدوح».
(٦) والمراد هنا بالأسماء اثنان فما فوق بدليل المثال.
(٧) أي يؤتى بأسماء الآباء على ترتيب الولادة ، بذكر الأب ، ثمّ الأب ، ثمّ كذلك.
(٨) هو بتاء الخطاب ، أي أهلكت ، يقال : ثلّهم ، إذا أهلكهم ، والعروش جمع عرش ، يطلق على المقرّ «بعتيبة» أي بقتل عتيبة.
(٩) أي أن يفتخروا.