[الفنّ الثّالث : علم البديع (١)]
[وهو (٢) علم يعرف به وجوه (٣) تحسين الكلام] أي يتصوّر (٤) به معانيهما ، ويعلم إعدادها وتفاصيلها بقدر الطّاقة (٥) ، والمراد بالوجوه ما مرّ في قوله : وتتبعها وجوه أخر تورث الكلام حسنا (٦)] وقوله : [بعد رعاية المطابقة] لمقتضى الحال ، [و] رعاية [وضوح الدّلالة] أي الخلوّ عن التّعقيد المعنوي إشارة إلى أنّ هذه الوجوه إنّما تعدّ محسّنة للكلام بعد رعاية الأمرين (٧).
________________________________________________________
[الفنّ الثّالث : علم البديع]
(١) أي الإضافة هنا عهديّة ، أي العلم المعلوم إضافته إلى البديع ، والبديع في اللّغة كما في ـ المصباح ما كان فيه معنى التّعجب وذلك لغرابته ، وكونه عادما للنّظير. والبديع في الاصطلاح ما ذكره المصنّف بقوله : «وهو علم يعرف به ...».
(٢) أي علم البديع «علم» أي ملكة ، أو قواعد «يعرفه» ، أي بذلك العلم أو تلك الملكة أو القواعد «وجوه تحسين الكلام».
(٣) يعني الأمور الّتي بها يحسن الكلام معنا أو لفظا.
(٤) قوله : «أي يتصوّر به» تفسير لقول المصنّف : «يعرف به» ، وحاصل معنى العبارة أنّ نتمكّن بتلك الملكة أو القواعد ما يحسن به الكلام معنى أو لفظا ، ونعلم بذلك العلم أو بتلك القواعد إعداد وجوه التّحسين وتفاصيلها ، كما يأتي في المسائل الآتية.
(٥) أي بقدر الطّاقة الّتي أعطاها الله للأشخاص بقدر استعدادتهم وقابليّاتهم ، وقيّد بذلك ، لأنّ الوجوه المحسّنة البديعيّة غير منحصرة في عدد معيّن لا يتمّكن الإنسان ـ من الإحاطة بها أكثر من قدر الطّاقة.
(٦) فإضافة الوجوه إلى تحسين الكلام للعهد ، فوجوه تحسين الكلام إشارة إلى الوجوه المذكورة في صدر الكتاب في قوله : «وتتبعها وجوه أخر تورث الكلام حسنا» فكأنّه يقول : علم يعرف به الوجوه المشار إليها في صدر الكتاب ، وهي الوجوه الّتي تحسن ـ الكلام وتورثه قبولا بعد رعاية البلاغة مع الفصاحة ، وقد أشار إلى الأوّل بقوله : «بعد رعاية المطابقة» ، والثّاني بقوله : «وضوح الدّلالة».
(٧) أي بعد الأمرين ، وهما رعاية المطابقة لمقتضى الحال ورعاية وضوح الدّلالة.