ويتبيّن أمرهما (١) في الهوادي (٢) وسائر الأجزاء تستند إليها في الحركة ، وتتبعها في الثّقل والخفّة (٣). [و] الاستعارة [باعتبار الثّلاثة (٤)] المستعار منه والمستعار له والجامع [ستّة أقسام] ، لأنّ المستعار منه والمستعار له إمّا حسّيّان ، أو عقليّان ، أو المستعار منه حسّيّ والمستعار له عقليّ ، أو بالعكس ، تصير أربعة ، والجامع في الثّلاثة الأخيرة (٥) عقليّ لا غير ، لما سبق (٦) في التّشبيه لكنّه (٧) في القسم الأوّل إمّا حسّيّ ، أو عقليّ ، أو مختلف ، تصير ستّة (٨).
________________________________________________________
استعارة مبتذلة لكثرة استعمالها ، ثمّ أضاف إليها ما أوجب غرابتها من المجازين العقليّين اللذّين عرفتهما.
(١) أي أمر السّرعة والبطء.
(٢) أي الهوادي هي جمع هادية وهي العنق ، يقال : أقبلت هوادي الخيل إذا بدت أعناقها ، وسمّيت الأعناق هوادي ، لأنّ البهيمة تهتدي بعنقها إلى الجهة الّتي تميل إليها.
(٣) أي ثقل السّير وخفّته.
(٤) أي بعد اعتبار حال الطّرفين ، أعني المشبّه والمشبّه به وحال الجامع أعني وجه الشّبه تحصل ستّة أقسام كما بينه الشّارح ، وإن كان تقسيم كلّ واحد في نفسه يوجب أنّ تكون سبعة ، لأنّ أقسام الطّرفين أربعة وأقسام الجامع ثلاثة.
(٥) أي كون الطّرفين عقليّين ، أو أحدهما عقليّا ، أعمّ من أن يكون هو المستعار منه أو المستعار له.
(٦) أي من أنّ وجه الشّبه المسمّى هنا بالجامع أمر مأخوذ من الطّرفين ، فلا بدّ أن يقوم بهما معا ، فإذا كان الطّرفان أو أحدهما عقليّا وجب كون الجامع عقليّا ، وامتنع كونه حسّيّا لاستحالة قيام الحسّي بذلك العقليّ منهما ، أو من أحدهما ، لأنّ المدرك بالحسّ لا يكون إلّا حسّيّا أو قائما بالحسّيّ.
(٧) أي لكنّ الجامع في القسم الأوّل ، أي فيما كان طرفاه حسّيّين على ثلاثة أقسام إمّا حسّيّ صرف ، وإمّا عقليّ كذلك ، أو مركّب منهما ، أي بعضه عقليّ وبعضه الآخر حسّيّ.
(٨) أي لأنّ القسم الأوّل باعتبار الجامع ثلاثة أقسام ، والأقسام بعده ثلاثة فالمجموع ستّة ، وحاصلها أنّ الطّرفين إن كانا حسّيّين فالجامع إمّا حسّيّ ، أو عقليّ ، أو بعضه حسّيّ وبعضه الآخر عقليّ ، فهذه ثلاثة ، وإن كانا غير حسّيّين فإمّا أن يكونا عقليّين أو المستعار منه حسّيّا