[ومنه] أي ومن اللّفظي [السّجع (١) وهو تواطؤ الفاصلتين من النّثر على حرف واحد] في الآخر [وهو (٢) معنى قول السّكّاكي هو] أي السّجع [في النثر كالقافية في الشّعر] يعنى (٣) أنّ هذا مقصود كلام السّكّاكي ومحصوله ، وإلّا (٤) فالسّجع على التّفسير المذكور بمعنى المصدر أعني توافق الفاصلتين في الحرف الأخير. وعلى كلام السّكّاكي هو نفس اللّفظ المتواطئ الأخير في أواخر الفقر ، ولذا ذكره السّكّاكي بلفظ الجمع وقال : إنّها في النّثر كالقوافي في الشّعر ، وذلك لأنّ القافية لفظ في آخر البيت ، إمّا الكلمة نفسها ، أو الحرف الأخير منها ، أو غير ذلك ، على تفصيل
________________________________________________________
مثواه ، أي مسكنه في الثّرى ، أي في الأرض ، أي مات ودفن في الأرض.
والشّاهد : في أنّ الثّراء الواقع في صدر المصراع الثّاني ناقص واوي ، لأنّه مأخوذ من الثّروة ، بمعنى الغنى والثّرى الثّاني ناقص يائي ، فهما لا يرجعان إلى أصل واحد في الإشتقاق ، لكنّه يتبادر في باديء الرّأي أنّهما يرجعان إلى أصل واحد فهما من الملحقين بشبه الاشتقاق.
هذا تمام أمثلة ردّ ـ العجز على الصّدر ، ثمّ أشار إلى نوع آخر من البديع اللّفظي.
(١) قد يكون بمعنى اسم المفعول فيكون المراد منه الكلمة المسجوعة ، وقد يكون بمعناه المصدري ، فيكون المراد منه توافق الكلمتين ، وإلى هذا المعنى المصدري أشار بقوله : «وهو تواطوء الفاصلتين من النّثر على حرف واحد» أي توافقهما على حرف واحد.
(٢) أي السّجع بالمعنى المصدري معنى كلام السّكّاكي «أعني السّجع في النّثر كالقافية في الشّعر» من جهة وجوب التّواطؤ في كلّ على حرف في الآخر.
(٣) أي المصنّف ، «أنّ هذا» أي تفسير السّجع بالتّواطؤ المذكور محصول كلام السّكّاكي وفائدته ، لا أنّه عينه ، وذلك أنّ تسمّية السّكّاكي السّجع بالقافية إنّما هو لوجود المعنى المصدري ، أعنى التّوافق في كلّ واحد منهما.
(٤) أي وإن لم نقل أنّ هذا التّفسير بالتّواطؤ هو المقصود من كلام السّكّاكي ، بل قلنا : إنّه عينه ، فلا يصحّ لأنّ السّجع على التّفسير المذكور بمعنى المصدر ، أعني توافق الفاصلتين في الحرف الأخير ، وإن كان صحيحا في نفسه ، ومن الأقوال في المقام إلّا أن كلام السّكّاكي يدلّ على أنّ السّجع نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة دون تواطؤ الفاصلتين ، كما ذكره الشّارح ، «ولذا ذكره السّكّاكي» أي ولأجل كون السّجع عند السّكّاكي هو نفس اللّفظ المتواطئ لا