ومكنّى عنه [أو حاله] عطف على إمكانه ، أي بيان حال المشبّه بأنّه على أيّ وصف من الأوصاف [كما (١) في تشبيه ثوب بآخر في السّواد] إذا علم (٢) السّامع لون المشبّه به [أو مقدارها] أي بيان مقدار حال المشبّه في القوّة والضّعف والزّيادة والنّقصان (٣) ، [كما في تشبيهه] أي تشبيه الثّوب الأسود [بالغراب في شدّته] أي في شدّة السّواد (٤) ، [أو تقريرها] مرفوع (٥) ، عطفا على بيان إمكانه ، أي تقرير حال المشبّه في نفس السّامع وتقوية شأنه (٦) ، [كما (٧)
________________________________________________________
وقيل : إنّ هذا التّشبيه سمّي ضمنيّا ، لأنّه يفهم من الكلام ضمنا ، ومكنيّا عنه ، لأنّه مكنّى أي خفيّ ومستتر.
(١) أي كبيان حال المشبّه الّذي «في تشبيه ثوب بآخر في السّواد».
(٢) أي إنّما يكون هذا التّشبيه لبيان حال المشبّه إذا علم لون المشبّه به دون المشبّه.
(٣) أي الفرق بين القوّة والضّعف ، وبين الزّيادة والنّقصان ، هو أنّ الزّيادة والنّقصان أعمّ من القوة والضّعف ، لأنّهما تجريان في الكيفيّات وغيرها ، والقوّة والضّعف تختصّان بالكيفيّات ، ثمّ بيان المقدار أيضا مقيّد بما إذا علم السّامع مقدار حال المشبّه به دون المشبّه ، وإنّما تركه الشّارح لظهوره وانفهامه ممّا ذكره في بيان حاله.
(٤) أي هذا إذا كان أصل سواد الثّوب معلوما للسّامع ، وإلّا لكان التّشبيه لبيان أصل الحال.
(٥) أي لا مجرور ، لأنّه عطف على المضاف أعني «بيان إمكانه» لا على المضاف إليه أعني «إمكانه» ، لأنّ التّقرير أخصّ من مطلق البيان ، إذ هو بيان على وجه التّمكّن ، فلو جرّ لكان المعنى أو بيان البيان على وجه التّمكّن ، ولا يخفى ما في ذلك من الاضطراب.
(٦) أي شأن المشبّه ، أي حاله ، فقوله : «تقوية شأنه» عطف على قوله : «تقرير حال المشبّه» عطف تفسير ، ويحتمل أن يكون الضّمير في «شأنه» راجعا إلى الحال ، أي تقوية شأن حال المشبّه ، فإذا يكون عطف لازم على ملزوم ، فإنّ تقرير حال المشبّه يستلزم تقوية شأن هذا الحال.
(٧) أي كالتّقرير الّذي يكون «في تشبيه من لا يحصل من سعيه» ، أي عمله وشغله «على طائل» ، أي على فائدة أو فضل ، يقال : هذا الأمر لا طائل فيه ، أي لا فائدة ولا ـ فضل فيه ،