غير أنه يمكن القول بأن ذلك مما يحصل لغالب الأفراد بل كلهم ، مما قد يؤثر أحيانا حتى على عقيدة الفرد وإخلاصه ، أو يجعله في حيرة وتردد من أمره ، أو يدفنه في نفسه ويحاول عدم إظهاره للآخرين. لكي لا يكون مطعونا في دينه.
غير أن القرآن الكريم يحتوي على كثير من موارد الإجمال وصعوبة الفهم بلا إشكال. وقد يكون الفرد معذورا نسبيا فيما خطر في باله من السؤال ، ومخلصا في البحث عن الجواب. وقد لا يجد ضالته في التفاسير السائدة أو لا يجد نسخها بين يديه.
فإن التفاسير بالتأكيد لم تتعرض لكل المشاكل والأسئلة الواردة حول آي القرآن الكريم. بل وجدنا ذلك أيضا ، حتى في الكتب المخصصة لذلك ككتاب العكبري وكتاب القاضي عبد الجبار.
ويحصل ذلك من مناح متعددة من المؤلفين : أما باعتبار أنه إذا ذكر السؤال فإنه يفترض فيه القوة والدقة في الجواب ، وإذا فقدهما أعيب في بحثه. إذن ، فخير له أن يترك الالتفات إلى السؤال رأسا ، من أن يتورط في جواب ناقص.
أو قد يكون متشرعا ، باعتبار أن إثارة السؤال سيكون مضادا للقرآن الكريم لا محالة ، فيكون سببا لإثارة الشبهة لدى القارئ الاعتيادي ؛ فقد يلزم الحال ، أن هذا القارئ يكون قد فهم السؤال ولم يفهم الجواب ، ويكون المؤلف سببا لذلك ، فيتورط في الحرام من حيث يعلم أو لا يعلم ، لأنه يتحمل هذه المسئولية يوم القيامة ، كما في الحديث : «كسرته وعليك جبره» ، فخير له أن لا يثير الشبهة ، من أن يثيرها ولا يوفّق في حلها.
ومن هنا زادت الأسئلة المدفونة في النفوس ، والشبهات المعقودة في الرءوس ، حتى أصبحت مدخلا للضلال ولدعاة الكفر والإلحاد ، لأجل رد الناس عن دينهم وسحب يقينهم.
ومن هنا احتاج الأمر إلى قلب قوي وإلى عقل سوي ، من أجل