دوال وكواشف عن وجودها نفس الأسماء الحسنى ، فهي أسماء الله وهي أيضا لها
أسماء ، أي دوال وكواشف عن ووجودها. فنقول في هذه الأطروحة : إن بسم الله أي باسم
الاسم الذي هو الله. فمدخول الاسم ليس هو الذات المقدسة بل الاسم. واسم اسم الله
هو الرحمة لما له من السعة والعمق كما سمعنا. وعطف عليه الرحيم لمناسبته له. فيكون
الرحمن اسما للفظ الجلالة ودالا عليه. أو نقول إن (اسم الله) هو المجموع المركب من
(الرحمن الرحيم).
الأمر
الخامس : إن الجمع
المقترح هل هو محلى باللام أو بدونها؟
لا يقال إن
اللام لا تجتمع مع الإضافة. لأنه يقال : إنه عندئذ ليس مضافا إليه ، بل بدل ،
ولكنه على كلا التقديرين باطل.
فالمحلى بالألف
واللام باطل : أولا : لرداءته ذوقا. وثانيا : إنه تنتفي الإشارة إلى الذات وتصبح
مجهولة غير مشار إليها في السياق.
وإن كان مع
عدمها : أصبح لفظ الجلالة دالا على الذات وبقي اسمان بعده ، فكان الأنسب هو
التثنية ، وهو كما ترى. أو أن المقصود اسم واحد ، وهو لفظ الرحمن اي بسم الله الذي
هو الرحمن الموصوف بالرحيم ، فلا موجب للجمع ، لأنه اسم واحد.
فإن
قلت : إن التثنية
جمع في المنطق والفلسفة ، وإن لم تكن كذلك في النحو والبلاغة. قلنا : إن العرف لا
يعتبرها جمعا. والقرآن إنما نزل عرفيا لا دقيا أو فلسفيا ، إلّا في وقت الحاجة.
فيكون التعبير عن الاثنين بالثلاثة خلاف الظاهر. مضافا إلى أنه شديد الرداءة من
الناحية الذوقية والبلاغية. وعلى أي حال ، يتعين الإفراد :
فإما أن نقصد
بالاسم المفرد : الجنس ، كما سبق ، فنعد مصاديق ثلاثة كلها من جنس الاسم : الله
الرحمن الرحيم.
أو نقصد به
الفرد ونريد به لفظ الجلالة ، أي بسم الله الذي هو الرحمن الموصوف بالرحيم ، أو
يراد به كلا الاسمين : الرحمن الرحيم.