سؤال : عن الوجوه الإعرابية للآيات الأخيرة في هذه السورة
المباركة.
جوابه : الذين اسم إن ، وفي نار جهنم خبرها. وخالدين حال
منها. وأولئك مبتدأ وهم مبتدأ ثان وشر البرية خبر المبتدأ الثاني. والجملة خبر
المبتدأ الأول. أو هو ضمير فصل بين المبتدأ والخبر.
وما يصدق من
هذه الأمور على الآية الأولى يصدق على الثانية أيضا.
قال العكبري عن
خالدين الثانية : حال من الضمير في الخبر. أقول : لا يأتي الحال من
الضمير بل من الظاهر فقط. وحينئذ يكون هذا الوجه بعيدا. ولكن حسب فهمي أنه ليس
بمتعذر. لأن الحال من الضمير إنما هو حال من مرجعه ، لا من الضمير نفسه. والضمير
إنما يكون مشيرا إلى مرجعه. كما يمكن جعله حالا من مرجع الضمير رأسا ، وهو اسم إن.
وأما في قوله
تعالى : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ). فأولئك خبر إن. ويمكن ـ كأطروحة ـ أنها تصلح أن تكون
خبرا أول وجزاؤهم خبر ثان. مع إمكان أن يكون للمبتدإ الواحد خبران. ومعه يكون
أولئك هم للفصل. إما بدون محل للإعراب أو هي جملة من مبتدأ وخبر. والجملة للفصل بدون
محل أيضا.
أو أن جملة : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). خبر للذين آمنوا. ومعه يكون جزاؤهم مبتدأ وخبره الظرف
: عند. أو جزاؤهم خبر بتقدير تكرار العامل الذي هو المبتدأ ، يعني : الذين آمنوا
جزاؤهم. أو يكون المبتدأ ضمير مقدر : هم. مضافا إلى ما سبق من أنه يصلح أن يكون
خبرا ثانيا.
كما يصلح أن
يكون أولئك مبتدأ ثانيا وجزاؤهم خبره ، والجملة خبر من اسم إن. كما يمكن أن يكون
أولئك ليس للفصل بل مبتدأ ثان وله خبران : (خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ،
وجَزاؤُهُمْ). وتكون الجملة خبر من اسم إن. أو تكون معطوفة بواو
استئنافية مقدرة.
__________________