جوابه : قال العكبري (١) : خيرا وشرّا بدلا من مثقال ذرة ويجوز أن يكون تمييزا. والله أعلم.
أقول : وهناك احتمال ثالث قلما يلتفت إليه ، وبالرغم من عدم صحته لا بأس بطرحه هنا لتنمية الذهن. وهو أن يكونا مفعولين ، وإن كان الفعل أساسا يأخذ مفعولا واحدا.
وذلك : أن الفضلات لا تتكرر عادة كحالين متتابعين أو تمييزين أو مضافين أو مفعولين لفعل متعدّ واحد. وكل ذلك عليه المنع في الغالب وبعضها المنع مطلقا. ولكن حسب فهمي فإنه ممكن أحيانا وإن كان خلاف العادة.
فمثلا : يمكن أن نقول : سرج الفرس زيد. بعنوان أن زيد مضاف ابتداء إلى السرج ، كما أن الفرس مضاف إليه نفسه أيضا.
وليس هذا من قبيل الإضافات المتعددة ، وهي الإضافة إلى الإضافة ، يعني المضاف إليه. كقول الشاعر (٢) :
حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي |
|
فأنت بمرأى من سعاد ومسمع |
وهنا نقول : مثقال. مفعول به. وشرا وخيرا أيضا مفعول به. أي بتكرر المفعول به لما يأخذ مفعولا واحدا. فكأننا أسقطنا المفعول الأول وأتينا بالثاني ، كأنه الوحيد الموجود.
إلّا أن هذا بمجرده لا يتم ، إلّا بعد دمج أحد المفعولين بالآخر ، إما معنويا «بإفناء المثقال بالخير باعتبار أن الثاني هو المقصود الرئيسي» أو بتقييده به. فيتكون منهما مفهوم واحد يكون هو المفعول به الواقعي معنويا. وإن لم يقبل النحويون بذلك.
__________________
(١) ج ٢ ص ١٥٧.
(٢) انظر مختصر المعاني ، للتفتازاني ، ص ١١.