ثانيا : ما عليه مشهور المفسرين من أنه من الهويّ ، وهو السقوط أو الانخفاض.
ثالثا : محل السقوط ، ويسمى بالهاوية.
فيكون الاحتمال الثاني إشارة إلى السقوط نفسه أو طريق السقوط ويكون الاحتمال الثالث هو نهاية السقوط.
ومعه فتكون الاحتمالات لقوله تعالى : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ). تسعة ، ناتجة من ضرب ثلاثة في ثلاثة. يتم توضيحها كما يأتي :
الاحتمال الأول : أن (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) يعني أن والدته تتبع الهوى والشهوة.
فتكون سبب فساد أولادها. كما قال الشاعر (١) :
الأم مدرسة إذا أعددتها |
|
أعددت شعبا طيب الأعراق |
وكما ورد في الحديث الشريف (٢) : يولد الإنسان على الفطرة ولكن أبواه يهودانه وينصّرانه.
ومن هنا يمكن أن نفهم أن قوله : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) إشارة إلى العلة ، لا إلى المعلول ، كما عليه المشهور. أعني علة حصول الفساد للفرد.
الاحتمال الثاني : أن والدته هاوية ، وهي الضالة المضلة. أو هي سبب الضلال فيكون هاوية بمعنى مهوية أي مسقطة لابنها من استعمال الثلاثي محل الرباعي. وخاصة وأن الرباعي من هذه المادة غير متعارف ، فيمكن استعمال الثلاثي لإفادة معناه.
الاحتمال الثالث : أن والدته هي محل السقوط (المسقط) وهو مجاز يراد به نفس المعنى السابق.
الاحتمال الرابع : أن النفس الأمارة بالسوء ذات هوى.
__________________
(١) حافظ إبراهيم ، انظر ديوان حافظ إبراهيم ج ١ ص ٢٨٢.
(٢) البحار ج ٦٧ ، ص ١٣٣ وج ٥٤ ، ص ٢٨١.