الحسية. كانكسار الخشبة في الماء. فيراد بالإحساس في الآية : الإحساس غير
القابل للغلط.
قال العكبري : لترون مثل : لتبلون. وقد ذكر. ويقرأ بضم التاء على ما
لم يسم فاعله. وهو من رؤية العين بنقل الهمزة. فتعدى إلى اثنين (أحدهما : نائب
الفاعل. والثاني : الجحيم). ولا يجوز همز الواو (لترؤن). لأن ضمها غير لازم. وقد
همزها قوم كما همزوا واو اشتروا الضلالة (اشترءوا الضلالة) وقد ذكر.
أقول : وقوله : لأن ضمها غير لازم ، يعني ما دام ضمها غير
لازم فهمزها غير لازم. فإمكان الهمزة منوط بالضم. وأما مع الفتح فيكون الهمز
متعذرا. وعلى أي حال فتكون القراءات ثلاثا : بضم التاء مع الهمز وبدونه ، وبفتحها.
والضم على كلا التقديرين شاذ غير مروي عن المعصومين عليهمالسلام ، فيسقط عن الاعتبار.
ولكن إذا أصبح
رأى مهموزا ، أصبح رباعيا (أو مزيدا فيه) فصار متعديا إلى مفعولين. تقول : أرى
فلان فلانا النجوم. ومنه لترون بالضم. ولو لم يكن رأى مهموزا تعدى إلى مفعولين ،
مع قصد الرؤية القلبية لا بدونها على المشهور. كما سبق أن ناقشناه.
وقوله
: وهو من رؤية
العين بنقل الهمزة ، يحتمل فيه أمران :
الأول : معناه : روي بالهمزة. فالمراد من النقل الرواية.
الثاني : إنه نقل من الثلاثي إلى الرباعي بزيادة الهمزة ،
فأصبح مدخوله مفعولين.
ولكن إذا كان
هذا مقصوده ، فهو على خلاف سياق كلامه ، لأنه قال بعد ذلك : لأن ضمها غير لازم. بمعنى
أنها إذا قرئت بفتح التاء فهمز الواو غير معقول. وأضاف : وقد همزها قوم. وسياق
كلامه لا يناسب ذلك.
__________________