الثامن : روى أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله : ان أخي ووزيري ووصيي من أتركه بعدي يقضي ديني وينجز وعدي علي بن أبي طالب (١).
والاخبار في هذا الباب كثيرة لا يمكن حصرها بعدّ ولا ضبطها بحدّ ، كما روى أخطب خوارزم عن النبي صلىاللهعليهوآله : لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن والانس كتاب وحساب لما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (٢).
وأما تفصيلا : فهو أن الفضائل اما نفسانية أو بدنية أو خارجية ، وكان علي عليهالسلام أفضل في كل واحدة من هذه الفضائل :
أما النفسانية : فكالعلم والذكاء والفطنة والحلم وحسن الخلق والحرص على اقامة الدين وغير ذلك. فأما العلم والذكاء فسيأتي بيانه. وأما الحلم فقد بلغ فيه الغاية القصوى ، ولم يقابل مسيئا بإساءته ، كما صفح عن مروان بن الحكم يوم الجمل وكان من أعدى الناس له ، وكان عبد الله بن الزبير يشتم عليا عليهالسلام على رءوس الاشهاد ، حتى قال علي عليهالسلام : لم يزل الزبير رجلا منا أهل البيت حتى سب عبد الله واستأسره يوم الجمل وعفى عنه ، وعفى عن سعيد بن العاص مع عداوته له ، وأكرم عائشة وبعث بها الى المدينة مع عشرين امرأة مع حربها له ، وعفى عن أهل البصرة مع حربهم له وشتمهم له ولاولاده ، وأخرج لاصحاب معاوية عن الشريعة حتى شربوا مع أنهم فعلوا مع أصحابه الضد من ذلك. الى غير ذلك من مواضع حلمه.
وأما حسن الخلق فقد كان أشرف الناس خلقا وأطلقهم ، وجها ، حتى نسبه عمر الى الدعابة ، وهذا مع شدة بأسه وهيبته ، قال صعصعة : كان فينا كاحدنا لين جانب وشدة تواضع وسهوله قيد ، وكنا نهاية مهابة الاسير المربوط للسياف
__________________
(١) راجع الطرائف : ٢٢ والبحار : ٣٨ / ١٩ والعمدة : ٣٧.
(٢) مناقب الخوارزمى : ٢.