جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ ، فَقُلْتَ (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) (١) ، وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) (٢) ، وَقُلْتَ (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الاّ مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً) ، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ ، وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ.
اللغة :
الثقلان : تثنية الثَّقَل بالتحريك ، والمراد منه الإنس والجن. قيل : أطلق عليهما الثقلان لأن لهما به سبب التميز فضيلة ورجحاناً على سائر الحيوانات. والرُّجْحَان والثَّقَل والقَدْر متقاربة معنىً.
البراق ـ بضم الباء ـ : دابة ركبها رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة المعراج ، سمِّيت بذلك لتضوُّع لونها وتبرُّقها ، بأن يكون من البريق ، أو لسرعة سيرها كالبرق ، أكبر من الحمار ، أصغر من البغل ، مضطرب الاُذنين ، عيناه في حافره ، وخطاه مدّ بصره ، إذا انتهى إلى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه ، وإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه.
الحف ـ بالحاء المهملة ـ : الإحاطة والاكتناف بالشيء.
التَّسْويم : التعليم ، من العلامة ، كما في الخيل المَسوَّمة ، أي المعلَّمة بعلامة من السماء.
المبوَّأ ـ من باء ـ : بمعنى رجع. وبوَأ له : أي هيَأ له المنزل ؛ لأن الشخص يرجع كل يوم إليه.
بَكَّة : قيل هو موضع البيت ، ومكة سائر البلد. وقيل : هما اسمان للبلد ، والباء والميم متعاقبان. وسمّيت مكة ببكة لبكّها ، أي دقّها أعناقَ الجبابرة ، أو لتزاحم الناس بعضهم ببعض في الطواف.
الإعراب :
قوله : «إلى أن انتهيت» الجار متعلق بقوله «شرعت» أو «إقامة» ، يعني : إنّ تشريع الأديان أو إقامتها مستمرة إلى زمان نبينا الخاتم صلىاللهعليهوآله.
قوله : «على أنبيائك» الجار متعلق بواحد من الأفعال السابقة ، من «اصطفيته» أو «انتجبته» أو «اعتمدته» ؛ على ما هو قاعدة التنازع.
__________________
١. سورة الشورى ، الآية ٢٣.
٢. سورة سبأ ، الآية ٤٧.