|
وجوب طاعته ممنوعاً من التصرف في مقتضى رئاسته ، فليكن عليك أثر المواساة والمساواة في الغضب مع الله ـ جلّ جلاله ـ مولاك ومولاه ، والغضب لأجله والتأسّف على ما فات من فضله ؛ فقد روينا بإسنادنا الى أبي جعفر بن بابويه من كتاب كتاب من لا يحضره الفقيه (١) وغيره (٢) بإسناده الى حنان بن سدير ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : يا عبد الله! ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلّا وهو يتجدّد لآل محمد فيه [حزن]. قال : قلت : ولم؟ قال : لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم. وأقول (٣) : لو انّك استحضرت كيف كانت تكون أعلام الإسلام بالعدل منشورة ، وأحكام الأنام بالفضل مشهورة ، والأموال في الله ـ جلّ جلاله ـ الى سائر عباده مبذولة ، والآمال ضاحكة مستبشرة مقبولة ، والأمن شامل للقريب والبعيد ، والنّصر كامل (٤) للضعيف والذليل والوحيد ، والدّنيا قد أشرقت بشموس سعودها ، وانبسطت يد الإقبال في أغوارها ونجودها ، وظهر من حكم الله ـ جلّ جلاله الباهر وسلطانه القاهر ـ ما يبهج العقول والقلوب سروراً ، ويملأ الآفاق ظهوراً (٥) ونوراً ، لكنت ـ والله يا أخي ـ قد تنغّصت في عيدك الذي أنت مسرور باقباله ، وعرفت ما فاتك من كرم الله ـ جلّ جلاله وإفضاله ـ ، وكان البكاء والتلهّف والتأسّف أغلب عليك وأليق بك وأبلغ في الوفاء لمن يعزّ عليك ، وقد رفعت لك الآن ، ولم أشرح ما كان يمكن فيه إطلاق اللّسان. وهذا الذي ذكرناه على سبيل التنبيه والإشارة ؛ لأنّ استيفاء شرح ما نريده يضيق عنه مبسوط العبارة. واعلم أنّ الصّفاء والوداد لأصحاب الحقوق عند التفريق والبعاد أحسن من الصّفاء والوفاء مع الحضور واجتماع الأجساد ، فليكن الصّفاء والوفاء شعار قلبك لمولاك وربّك القادر على تفريج كربك. |
__________________
١. كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ١ ، ص ٥١١ ، ح ١٤٨٠ وج ٢ ، ص ١٧٤ ـ ١٧٥ ، ح ٢٠٥٨.
٢. نيز بنگريد به : الكافى ، ج ٤ ، ص ١٦٩ ، تهذيب الأحكام ، ج ٣ ، ص ٢٨٩ ؛ علل الشرائع ، ج ٢ ، ص ٢٨٩.
٣. ادامه كلام سيد ابن طاووس است.
٤. كذا كان. (منه).
٥. كان في نسختي الخطيّة بلا نقطة. (منه).