لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة.
فإذا عرفت ذلك فاعلم : أن علامات ظهور حجة العصر ـ عجل الله تعالى فرجه ـ بعضها غير محتومة قابلة للبداء ، وبعضها محتومة ؛ ففي البحار (١) عن الكافي عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : قبل قيام القائم خمس علامات محتومات : اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء.
وفيه (٢) عنه أيضاً عن الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن أبا جعفر كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم. قال لي : نعم ، واختلاف ولد العباس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم. فقلت له : فكيف يكون النداء؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي ابليس ـ لعنه الله ـ في آخر النهار : ألا إن الحق في السفياني وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون. انتهى.
فالمستفاد من هذه الأخبار أن بعض العلامات محتومة غير قابلة للبداء ، كما أن أصل خروج القائم عليهالسلام أيضاً من المحتومات غير قابلة للبداء. ولكن التوقيت ربما كان قابلاً للبداء ؛ كما يُستفاد من جملة من الأخبار ، كما في البحار (٣) عن غيبة الطوسي «قده» (٤) عن الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن علياً كان يقول : إلى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء ، وقد مضت السبعون ولم نر رخاءً؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : يا ثابت ، إن الله تعالى ان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما قُتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخّر إلى أربعين ومئة سنة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر فأخره الله ، ولم يجعل له بعد ذلك وقتاً عندنا ، (يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (٥). قال أبو حمزة : وقلتُ ذلك لأبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : قد كان ذلك. انتهى.
بل يظهر من بعض الأخبار تكذيب التوقيت والنهي عنه ، كما في البحار ٦ عن غيبة
__________________
١. بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٣٤ ؛ كمال الدين ، ص ٦٥٠ ، ح ٧.
٢. بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ٢٠٦ ح ٤٠ ؛ كمال الدين ، ص ٦٥٢ ، ح ١٤ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٤٣٥ ، ح ٤٢٥.
٣. بحار الأنوار ، ج ٤ ، ص ١١٤ ، ح ٣٩.
٤. الغيبة للطوسي ، ص ٤٢٨ ، ح ٤١٧.
٥. سورة الرعد ، الآية ٣٩.
٦. بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١١٩ ، ح ٤٨.