بات بها مبسم الأقاحي |
|
يرشف من طلّها رضابا |
ومن خفوق البروق فيها |
|
ألوية حمّرت خضابا |
كأنّها أنمل وراد |
|
تحصر قطر الحيا حسابا |
وله أيضا (١) : [البسيط]
رحلت عنكم ولي فؤاد |
|
تنقض أضلاعه حنينا |
أجود فيكم بعلق دمع |
|
كنت به قبلكم ضنينا(٢) |
يثور في وجنتيّ جيشا |
|
وكان في جفنه كمينا |
كأنّني بعدكم شمال |
|
قد فارقت منكم يمينا |
وقال (٣) : [الطويل]
فيا لشجا قلب من الصّبر فارغ |
|
ويا لقذى طرف من الدّمع ملآن(٢) |
ونفس إلى جوّ الكنيسة صبّة |
|
وقلب إلى أفق الجزيرة حنّان |
تعوّضت من واها بآه ومن هوى |
|
بهون ومن إخوان صدق بخوّان |
وما كلّ بيضاء تروق بشحمة |
|
وما كلّ مرعى ترتعيه بسعدان |
فيا ليت شعري هل لدهري عطفة |
|
فتجمع أوطاري عليّ وأوطاني |
ميادين أوطاري ولذّة لذّتي |
|
ومنشأ تهيامي وملعب غزلاني |
كأن لم يصلني فيه ظبي يقوم لي |
|
لماه وصدغاه براحي وريحاني |
فسقيا لواديهم وإن كنت إنّما |
|
أبيت لذكراه بغلّة ظمآن |
فكم يوم لهو قد أدرنا بأفقه |
|
نجوم كؤوس بين أقمار ندمان |
وللقضب والأطيار ملهى بجزعه |
|
فما شئت من رقص على رجع ألحان |
وبالحضرة الغرّاء غرّ علقته |
|
فأحببت حبّا فيه قضبان نعمان(٥) |
رقيق الحواشي في محاسن وجهه |
|
ومنطقه مسلى قلوب وآذان |
أغار لخدّيه على الورد كلّما |
|
بدا ولعطفيه على أغصن البان(٦) |
__________________
(١) ديوان ابن خفاجة ص ٣٤٠.
(٢) العلق : النفيس من كل شيء.
(٣) ديوان ابن خفاجة ص ٣٤٥.
(٤) في ب ، ه : فيا لشجا صدر.
(٥) الغرّ ، بكسر الغين : الجميل ، الأغن ، المتثني.
(٦) في ب ، ه : على غصن البان.