وقال في ترجمة عبد الجليل بن وهبون المرسي (١) : ركب بإشبيلية زورقا في نهرها الذي لا تدانيه الصّراة (٢) ، ولا يضاهيه الفرات ، في ليلة تنقبت في ظلمتها (٣) ، ولم يبد وضح في دهمتها ، وبين أيديهم شمعتان قد انعكس شعاعهما في اللجة ، وزاد في تلك البهجة ، فقال : [المنسرح]
وكان معه غلام البكري معاطيا للراح ، وجاريا في ميدان ذلك المراح ، فلما جاء عبد الجليل بما جاء ، وحلّى للإبداع الجوانب والأرجاء ، حسده على ذلك الارتجال ، وقال بين البطء والاستعجال : [الكامل]
وقال الفتح رحمه الله (٦) : دعيت يوما إلى منية المنصور بن أبي عامر ببلنسية ، وهي منتهى الجمال ، ومزدهى الصبا والشمال ، على وهي بنائها ، وسكنى الحوادث برهة بفنائها ، فوافيتها والصبح قد ألبسها قميصه ، والحسن قد شرح بها عويصه (٧) ، وبوسطها مجلس قد تفتحت للروض أبوابه ، وتوشّحت بالأزر الذهبية أثوابه ، يخترقه جدول كالحسام المسلول ، __________________ (١) القلائد ص ٢٤٢. (٢) الصراة : اسم لنهرين في بغداد ؛ الصراة الكبرى ، والصراة الصغرى (انظر معجم البلدان ج ٣ ص ٣٩٩). (٣) في ب ، ه : بظلمتها. (٤) الغيناء : الخضراء الكثيرة الأغصان. (٥) التاح : لاح وظهر. (٦) القلائد ص ٦٨. (٧) عويصة : صعبة. |