وقال بعضهم ، وأظنه المغامي (١) : كان أبو عمرو مجاب الدعوة ، مالكي المذهب.
وقال بعض أهل مكة : إن أبا عمرو الداني مقرئ متقدّم ، وإليه المنتهى في علم القراءات وإتقان القرآن ، والقراء خاضعون لتصانيفه ، واثقون بنقله في القراءات والرسم والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك ، وله مائة وعشرون مصنفا ، وروى عنه بالإجازة رجلان : أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني ، وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة ، وكانت وفاته رحمه الله تعالى بدانية في نصف شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
٧٧ ـ ومنهم أبو محمد عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن أبي حبيب ، الأندلسي.
من بيت علم ووزارة ، صرف عمره في طلب العلم ، وكان غزير العلم في الفقه والحديث والأدب وولي القضاء بالأندلس مرة (٢) ، ثم دخل الإسكندرية ومصر ، وجاور بمكة المشرفة ، ثم قدم العراق ، وأقام ببغداد مدّة ، ثم وافى خراسان فأقام بنيسابور وبلخ ، وكانت ولادته ببلاد الأندلس ، وتوفي بهراة في شعبان سنة ٥٤٨ ، رحمه الله تعالى ، ورضي عنه!.
٧٨ ـ ومنهم أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن علي بن شكر ، الأندلسي ، المقرئ.
رحل وأخذ القراءات عن أبي الفضل جعفر الهمداني ، وسمع من أبي القاسم بن عيسى ، وسكن الفيوم ، واختصر «التيسير» وصنف شرحا للشاطبية ، وتوفي سنة ٦٤٠ ، رحمه الله تعالى!
٧٩ ـ ومنهم العلامة ذو الفنون علم الدين القاسم بن أحمد المريني ، اللورقي ، المقرئ ، النحوي.
ولد سنة ٥٧٥ ، وقرأ القراءات ، وأحكم العربية ، وبرع فيها ، واجتمع بالجزولي ، وسأله عن مسألة في مقدمته ، وقرأ علم الكلام والأصولين (٣) والفلسفة ، وكان خبيرا بهذه العلوم ، مقصودا بإقرائها وولي مشيخة قراءة العادلية ، ودرس بالعزيزية نيابة ، وصنف شرحا للشاطبية ، وشرحا للمفصل في عدة مجلدات ، وشرح الجزولية ، وغير ذلك ، وكان مليح الشكل ، حسن البزة ، وتوفي سنة ٦٦١ رحمه الله تعالى ورضي عنه.
٨٠ ـ ومنهم أبو عبد الله بن أبي الربيع ، القيسي ، الأندلسي ، الغرناطي.
__________________
(١) المغامي : نسبة إلى مغام ويقال مغامة : بلد بالأندلس ، وينسب إليها أبو عمران بن يوسف المغامي ، ومحمد بن عتيق التجيبي المغامي ، لقي أبا عمرو الداني وعليه اعتمد. وفي مغام معدن الطين الذي تغسل به الرءوس (معجم البلدان ج ٥ ص ١٦١).
(٢) في ب : مدة. وقد تولى القضاء تسعة أعوام ثم ابتلي بالأمراء لإقامته الحق وإظهاره العدل.
(٣) الأصولين : أي أصول الفقه ، وأصول الدين.