حاكت يمين الرّياح محكمة |
|
في نهر واضح الأسارير |
فكلّما ضعّفت به حلقا |
|
قام لها القطر بالمسامير |
أنشد لنفسه : [البسيط]
بين الرّياض وبين الجو معترك |
|
بيض من البرق أو سمر من السّمر |
إن أوترت قوسها كفّ السّماء رمت |
|
نبلا من الماء في زغف من الغدر(١) |
لأجل ذاك إذا هبّت طلائعها |
|
تدرّع النّهر واهتزّت قنا الشّجر |
واجتمع ابن عبد ربه المذكور في رحلته بالسعيد بن سناء الملك ، وأخذ عنه شيئا من شعره ، ورواه بالمغرب.
٥٤ ـ ومنهم الشاعر الأديب أبو محمد عبد المنعم بن عمر بن حسان ، المالقيّ.
ومن نظمه في السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب من قصيدة رحمه الله تعالى : [الطويل]
وفي صهوات المقربات وفي القنا |
|
حصون حمى لا في هضاب المعاقل |
ومنها : [الطويل]
ولا ملك يأتي كيوسف آخرا |
|
كما لم يجيء مثل له في الأوائل |
٥٥ ـ ومنهم الحافظ أبو الخطاب بن دحية ، وهو مجد الدين عمر بن الحسن بن علي بن محمد (٢) بن فرح بن خلف ، الظاهري المذهب ، الأندلسي.
كان من كبار المحدثين ، ومن الحفاظ الثّقات الأثبات المحصلين ، استوطن بجاية في مدة أبي عبد الله بن يومور (٣) ، وروى بها ، وأسمع ، وكان من أحفظ أهل زمانه باللغة ، حتى صار حوشيّ اللغة (٤) عنده مستعملا غالبا ، ولا يحفظ الإنسان من اللغة حوشيّها إلا وذلك أضعاف
__________________
(١) الزّغف : السحاب الذي صب ماءه وهو يغطي السماء.
(٢) في ب : محمد بن الجميل بن فرج ..
(٣) في ج : تومور.
(٤) حوشي اللغة : الغريب ، الغامض.