خلعت عليه من الصّباح غلالة |
|
تندى ومن شفق المساء نقاب(١) |
فكرعت من ماء الصّبا في منهل |
|
قد شفّ عنه من القميص سراب |
في حيث للرّيح الرّخاء تنفّس |
|
أرج ، وللماء الفرات عباب |
ولربّ غضّ الجسم مدّ بحوضه |
|
سبحا كما شقّ السّماء شهاب |
ولقد أنخت بشاطئيه يهزّني |
|
طربا شباب راقني وشراب |
وبكيت دجلته يضاحكني بها |
|
مرحا حبيب شاقني وحباب(٢) |
تجلى من الدّنيا عروس بيننا |
|
حسناء ترشف والمدام رضاب |
ثمّ ارتحلت وللنّهار ذؤابة |
|
شيباء تخضب والنّهار خضاب |
تلوي معاطفي الصّبابة والصّبا |
|
واللّيل دون الكاشحين حجاب |
وقال (٣) : [البسيط]
مرّ بنا وهو بدر تمّ |
|
يسحب من ذيله سحابا |
يقامة تنثني قضيبا |
|
وغرّة تلتظي شهابا |
يقرأ واللّيل مدلهمّ |
|
لنور إجلائه كتابا |
وربّ ليل شهرت فيه |
|
أزجر من جنحه غرابا(٤) |
حتّى إذا اللّيل مال سكرا |
|
وشقّ سرباله وجابا |
ازددت من لوعتي خبالا |
|
فحثّ من غلّتي شرابا |
ازددت من لوعتي خبالا |
|
فحثّ من غلّتي شرابا |
وما خطا قادما فوافى |
|
حتى انثنى ناكصا فآبا |
وبين جفنيّ بحر شوق |
|
يعبّ في وجنتي عبابا |
قد شبّ في وجهه شعاع |
|
وشبّ في قلبي التهابا |
وروضة طلقة حياء |
|
غنّاء مخضرّة جنابا |
ينجاب عن نورها كمام |
|
يحطّ عن وجهه نقابا |
__________________
(١) في ب : ومن شفق السماء نقاب.
(٢) في ه : وعبرت دجلته.
(٣) ديوان ابن خفاجة ص ٣٣٨.
(٤) في ج : أزجر من جنحه نكابا.
(٥) في ب : من سدفة غراب.