الحزم والعزم موجودان والنظر |
|
واليمن والسعد مضمونان والظّفر |
والنور فاض على أرجاء أندلس |
|
والزور ليس له عين ولا أثر |
حثّ الركاب إلى هذا الجناب فقد |
|
ضلوا فما تنفع الآيات والنّذر |
واعزم كما عزم المأمون إذ نشرت |
|
أرض العراق فزال البؤس والضرر |
ولما قدم العادل القائم بمرسية المتولي على مملكة البرّين إلى إشبيلية كان في جملة من خرج للقائه ، ورفع له قصيدة منها : [بحر الطويل]
لقاء به للبر والشكر مجمع |
|
إلى يومه كنا نخب ونوضع (١) |
لقد يسّر الرحمن صعب مرامه |
|
فأبصرت أضعاف الذي كنت أسمع |
وله أيضا : [بحر السريع]
يا منعما قد جاءني بره (٢) |
|
من غير أن أجري له ذكرا |
إنّى أحب الخير ما جاءني |
|
عفوا ، ولم أعمل (٣) به فكرا |
وله في غلام واعظ ، وهو من حسناته : [المجتث]
وشادن ظل للوع |
|
ظ تاليا لين جمع |
متّعت طرفي بمرآ |
|
ه في خفارة سمعي |
وله من أبيات : [بحر الطويل]
ومن عجب أنّ الليالي تغيرت |
|
ولكنها ما غيرت مني العهدا |
ومن الفضلاء الذين أدركهم وأخذ عنهم الحافظ أبو بكر بن الجد ، وأبو بكر بن زهر ، وغيرهما ، وحضر حصار طليطلة مع منصور بن عبد المؤمن ، وكتب لملك البرين أبي محمد عبد الواحد ، وكتب أيضا عن مأمون بن عبد المؤمن ، وكتب أخيرا عن ملك بجاية والغرب الأوسط الأمير أبي يحيى ابن ملك إفريقية ، رحم الله تعالى الجميع!
رجع إلى أبي الحسن بن سعيد :
قال رحمه الله تعالى : حضرت ليلة أنس مع كاتب ملك إفريقية أبي العباس أحمد
__________________
(١) الخبب والإيضاع : ضربان من السير.
(٢) البر : الإحسان.
(٣) في ب ، ه : «ولم أغمر به فكرا».