أحنّ إلى الخضراء في كلّ موطن |
|
حنين مشوق للعناق وللضّمّ |
وما ذاك إلّا أنّ جسمي رضيعها |
|
ولا بدّ من شوق الرّضيع إلى الأمّ |
٥٠ ـ ومنهم العالم أبو حفص عمر بن حسن الهوزني ، الحسيب العالم المحدّث ـ ذكره ابن بسام في «الذخيرة» والحجاري في «المسهب» وسبب رحلته للمشرق أنه لما تولى المعتضد بن عبّاد خاف منه ، فاستأذنه في الحج سنة ٤٤٤ ، ورحل إلى مصر ، ثم إلى مكة ، وسمع في طريقه كتاب صحيح البخاري ، وعنه أخذه أهل الأندلس ، ورجع ، وسكن إشبيلية وخدم المعتضد ، فقتله ومن (٣) من شيء سلط عليه ، وكان قتله يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ستين وأربعمائة.
ومن شعره يحرّضه على الجهاد : [الطويل]
أعبّاد جلّ الرّزء والقوم هجّع |
|
على حالة من مثلها يتوقّع(٤) |
فلقّ كتابي من فراغك ساعة |
|
وإن طال فالموصوف للطّول موضع |
إذا لم أبثّ الدّاء ربّ شكاية |
|
أضعت ، وأهل للملام المضيّع |
ووصله بنثر ، وهو : وما أخطأ السبيل من أتى البيوت من أبوابها ، ولا أرجأ الدليل من ناط الأمور بأربابها ، ولرب أمل بين أثناء المحاذير مدمج ، ومحبوب في طي المكاره مدرج ، فانتهز فرصتها فقد بان لك (٥) من غيرك العجز ، وطبّق مضاربها (٦) فقد أمكنك الحزّ ، ولا غرو أن يستمطر الغمام في الجدب ، ويستصحب الحسام في الحرب.
__________________
(١) في ب ، ه : وبطول مقامه.
(٢) وهو من أبناء الستين : زيادة من الذخيرة.
(٣) في ب : ومن خاف من ..
(٤) الرزء : المصيبة.
(٥) لك : غير موجودة في ب.
(٦) في ب : وطبق مفاصلها.