إن لم أكن للعلاء أهلا |
|
بما تراه فمن يكون |
وكل ما أبتغيه دوني |
|
ولي على همتي ديون |
ومن يرم ما يقلّ عنه |
|
فذاك من فعله جنون |
فرع بأفق السماء سام |
|
وأصله راسخ مكين |
ومن نظمه قوله أيضا : [المجتث]
الله يعلم أني |
|
أحبّ كسب المعالي |
وإنما أتوانى |
|
عنها لسوء المآل |
تحتاج للكد والبذ |
|
ل واصطناع الرجال (١) |
دع كل من شاء يسمو |
|
لها بكل احتيال |
فحالهم بانعكاس |
|
فيها وحالي حالي |
ولما ذكر ابن سعيد في «المغرب» ترجمة الكاتب الرئيس المجيد أبي العباس أحمد الغساني كاتب ملك إفريقية قال : بماذا أصفه؟ ولو أن النجوم تصير لي نثرا لما كنت أنصفه ، وكفاك أني اختبرت الفضلاء من البحر المحيط إلى حضرة القاهرة ، فما رأيت أحسن ولا أفضل عشرة منه ، ولما فارقته لم أشعر إلا برسالته قد وافتني بالإسكندرية من تونس ، وفيها قصيدة فريدة منها : [بحر الكامل]
إيه أبا الحسن استمع شدوي فقد |
|
يصغي الحمام إذا الحمام ترنّما |
ثم سرد بعضا من القصيدة ، وستأتي قريبا إن شاء الله تعالى ، بزيادة على ما ذكر منها في المغرب.
رجع ـ وجد بخطه رحمه الله تعالى آخر الجزء من كتاب «المغرب» ما نصه : أجزت الشيخ القاضي الأجلّ أبا الفضل أحمد ابن الشيخ القاضي أبي يعقوب التّيفاشي ، أن يروي عن مصنّفي هذا ، وهو «المغرب ، في محاسن المغرب» ويرويه من شاء ثقة بفهمه ، واستنامة إلى علمه ، وكذلك أجزت لفتاه النبيه جمال الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خطلخ الفارسي الأرموي أن يرويه عني ، ويرويه من شاء ، وكتبه مصنفه علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد في تاريخ الفراغ من نسخ هذا السّفر ، انتهى.
__________________
(١) في ج : «واصطفاف الرجال».