ألا حيّ أوطاني بشلب أبا بكر |
|
وسلهنّ هل عهد الوصال كما أدري |
وسلّم على قصر الشّراجيب من فتى |
|
له أبدا شوق إلى ذلك القصر |
وقصر الشراجيب هذا متناه في البهاء والإشراق ، مباه لزوراء العراق ، ركضت فيه جياد راحاته ، وأومضت بروق أمانيه في ساحاته ، وجرى الدهر مطيعا بين بكره وروحاته ، أيام لم تحل عنه تمائمه ، ولا خلت من أزاهير (٢) الشباب كمائمه ، وكان يعتدها مشتهى (٣) آماله ، ومنتهى أعماله ، إلى بهجة جنباتها ، وطيب نفحاتها وهبّاتها ، والتفاف خمائلها ، وتقلدها بنهرها مكان حمائلها ، وفيها يقول ابن اللّبّانة : [الطويل]
أما علم المعتدّ بالله أنّني |
|
بحضرته في جنّة شقّها نهر(٤) |
وما هو نهر أعشب النّبت حوله |
|
ولكنّه سيف حمائله خضر |
فلما صدر عنها وقد حسنت آثاره في تدبيرها ، وانسدلت رعايته على صغيرها وكبيرها ، نزل المعتمد عليه مشرفا لأوبته ، ومعرفا بسموّ قدره لديه ورتبته ، وأقام يومه عنده مستريحا ، وجرى في ميدان الأنس بطلا مشيحا ، وكان واجدا على الراضي فجلت الحميّا أفقه ، ومحت غيظه عليه وحنقه ، وصورته له عين حنوّه ، وذكرته بعده فجنح إلى دنوّه ، وبين ما استدعى وأوفى ، مالت بالمعتمد نشوته وأغفى ، وألقاه صريعا في منتداه ، طريحا في منتهى مداه ، فأقام تجاهه ، يرتقب انتباهه ، وفي أثناء ذلك صنع شعرا أتقنه وجوّده ، فلما استيقظ أنشده : [المتقارب]
__________________
(١) في ب ، ه : وأخبرني المعتز.
(٢) في ب : من أزهار الشباب.
(٣) في ب ، ه : محيا آماله. وفي القلائد : مجنى آماله.
(٤) في ب ، ه : أما علم المعتز بالله أنني.