فاعتبر في اللهب (١) الشّكل واللّون واللّمعان وترك الاتّصال بالدّخّان ونفاه (٢) [وأن تعتبر (٣) الجميع كما مرّ من تشبيه الثّريّا] بعنقود الملاحيّة المنوّرة باعتبار اللّون (٤) والشّكل وغير ذلك (٥) [وكلّما (٦) كان
________________________________________________________
(١) أي وهو واحد ، وأشار بذلك إلى أنّ المشبّه به هو اللهب كما أنّ المشبّه سنان الرّمح وحينئذ فقوله : «سنا لهب» بمعنى لهب ذو سنا ، فإضافة «سنا» للهب إضافة الصّفة للموصوف ، والتّشبيه المذكور باعتبار الشّكل واللّون وعدم الاتّصال بالسّواد ، ولو كان المقصود تشبيه سنان الرّمح بسنا اللهب ، فات اعتبار هذه الأوصاف إلّا أن تكون تبعا ، ومع ذلك يحتاج إلى تقدير المضاف أي كأنّ إشراق سنانه سنا لهب ، ثمّ المراد بالشّكل هو الشّكل المخروطيّ الذّي طرفه دقيق ، والمراد باللّون هي الزّرقة الصّافية.
(٢) عطف على قوله : «ترك» أي لمّا كان التّرك صادقا بالتّرك قصدا ، وبالتّرك بدون قصد بيّن أنّ المراد التّرك قصدا بقوله : «ونفاه» فهو عطف تفسيريّ أي اعتبر عدمه ، لأنّ اعتباره يقدح في التّشبيه المقصود ، ولا يتمّ التّشبيه بدون اعتبار عدمه.
(٣) عطف على قوله : «أن تأخذ بعضا» وهذا هو الوجه الثّاني من أشهر الوجوه عند أهل المعرفة ، أي تعتبر وجود جميع الأوصاف الّتي لوحظت في وجه الشّبه إثباتا ولها دخل فيه كالاستدارة والإشراق وتموّجه والحركة السّريعة على الجهات المختلفة ، بالإضافة إلى المرآة الّتي تكون في كفّ الأشلّ لا جميع الأوصاف الموجودة في المشبّه به بحيث لا يبقى منها شيء ، وعليه فلا يرد أنّ جميع أوصاف الشّيء من الظّاهريّة والباطنيّة لا يمكن أن يطّلع عليها أحد فكيف أن يعتبرها في مرحلة التّشبيه.
(٤) أي فإنّ المعتبر في تشبيه الثّريّا بالعنقود وجود اللّون والشّكل والمقدار في الأجزاء ، واجتماعها على المسافة المخصوصة في القرب ، وأي اعتبر ما ذكر في المشبّه والمشبّه به.
(٥) أي كاجتماعهما على مسافة مخصوصة من القرب ، وكالوضع لأجزائها من كون المجموع على مقدار مخصوص كما تقدّم.
(٦) أي ما في كلّما مصدريّة ظرفيّة ، أي كلّ وقت من أوقات كون التّركيب في وجه الشّبه خياليّا كان أو عقليّا ، أي كان المركّب خياليّا بأن كان هيئة معدومة انتزعت من أمور كلّ واحد منها يدرك بالحسّ ، كما في قوله : وكأنّ محمرّ الشقيق ... «أو عقليّا» بأن كان وجه الشّبه هيئة