أو من ـ رويت على البعير ، إذا شددت عليه الرّوّاء ـ وهو الحبل الّذي يجمع به الأحمال. [أو ما في معناه] ، أي قبل الحرف الّذي هو في معنى حرف الرّوي [من الفاصلة] يعني الحرف الّذي وقع في فواصل الفقر موقع حرف الرّوي في قوافي الأبيات ، وفاعل ـ يجيء ـ هو قوله : [ما ليس بلازم في السّجع] يعني أن يؤتى قبله بشيء لو جعل القوافي ، أو الفواصل أسجاعا (١) لم يحتج إلى الإتيان بذلك الشّيء (٢) ، وتمّ السّجع بدونه. فمن زعم أنّه كان ينبغي أن يقول ما ليس بلازم في السّجع أو القافية ليوافق قوله : قبل حرف الرّوي أو ما في معناه ، فهو لم يعرف معنى هذا الكلام (٣).
________________________________________________________
(١) أي لو جعل القوافي أو الفواصل أسجاعا ، بأن حوّلت القوافي عن وزن الشّعر ، وجعلت أسجاعا ، وكذلك الفواصل إذا غيّرت عن حالها ، وجعلت أسجاعا آخر لم يلزم الإتيان بذلك الشّيء.
(٢) والحاصل إنّ قوله : «ما ليس بلازم في السّجع» معناه أنّه لو حوّلنا القافية في النّظم ، أو الفاصلة في النّثر إلى السّجع لم يحتج إلى الإتيان بذلك الشّيء ، فليس معناه أن السّجع الآن موجود في النّثر حتّى يختصّ التّعريف بالنّثر فقطّ ، ولا يشتمل النّظم.
(٣) أي لم يعرف معناه المراد منه ، والحاصل إنّ هذا المعترض فهم أنّ مراد المصنّف بالسّجع الفواصل.
فاعترض عليه وقال : كان الأولى له أن يزيد القافية بأن يقول ما ليس بلازم في السّجع ، أي الّذي يكون في الفواصل ، ولا في القافية الّتي تكون في الشّعر ليوافق قوله : «قبل حرف الرّوي أو ما في معناه» ، وهو حرف السّجع.
فردّ الشّارح على هذا المعترض ، بما حاصله : أنّ هذا المعترض لم يفهم مراد المصنّف ، لأنّه ليس مراده بالسّجع الفواصل ، وإنّما مراده أنّ الفواصل والقوافي لزوم ما لا يلزم فيها ، هو أن يجيء بشيء قبل ما ختمت به لا يلزم ذلك الشّيء ، تلك القوافي ، ولا تلك الفواصل على تقدير جعلها أسجاعا ، وتحويلها إلى خصوص السّجع ، ويدلّ على أنّ ما فهمه ذلك المعترض ليس مراد المصنّف إتيانه بالسّجع اسما ظاهرا ، إذ الفواصل والأسجاع من واد واحد ، فلو أراد المصنّف ما ذكره لكان المناسب أن يقول : ما ليس بلازم فيهما ، بالإضمار ، أي في الفاصلة والقافية.