[وقوله : وإن لم يكن إلّا معرّج ساعة (١)] هو خبر كان ، واسمه ضمير يعود إلى الإلمام المدلول عليه في البيت السّابق وهو :
ألمّا على الدّار الّتي لو وجدتها |
|
بها أهلها ما كان وحشا مقيلها |
[قليلا] صفة مؤكّدة لفهم القلّة من إضافة التّعريج إلى السّاعة ، أو صفة مقيّدة ، أي إلّا تعريجا قليلا في ساعة [فإنّي نافع لي قليلها] مرفوع فاعل نافع ، والضّمير للسّاعة ، والمعنى قليل من التّعريج في السّاعة ينفعني ويشفى غليل وجدي ، وهذا فيما يكون المكرّر الآخر في صدر المصراع الثّاني. [وقوله (٢) : دعاني] أي أتركاني (٣)
________________________________________________________
والشّاهد في أن مغرم الأوّل وقع في آخر المصراع الأوّل ، وهو مكرّر مع (مغرما) في العجز ، والمغرم بالشّيء هو المولع به ، والكواعب جمع كاعب ، وهي الجارية حين يبدو ، أي يظهر ثديها في الارتفاع ، والقواضب جمع قاضب ، وهو السّيف القاطع.
وحاصل المعنى أنّ من كانت لذّته في مخالطة البنات الكواعب ، فلا ألتفت إليه لأنّي ما زلّت لذّتي بمخالطة السّيوف القواطع واستعمالها في الحروب.
(١) وتمام البيت :
وإن لم يكن إلّا معرّج ساعة |
|
قليلا فإنّي نافع لي قليلها |
والشّاهد في أن قليلا الأوّل وقع في صدر المصراع الثّاني ، وهو مكرّر مع قليلها في العجز ، والمعرّج بفتح الرّاء اسم مصدر من عرّج ، وهو خبر لاسم كان الّذي هو ضمير يعود على الإلمام الّذي هو النّزول بالشّيء المفهوم من البيت السّابق.
والمعنى إنّي أطلب منكما أيّها الخليلان أن تساعداني في الإلمام بالدّار الّتي ارتحل عنها أهلها فصارت القيلولة فيها والنّزول فيها موحشة ، وأنا لو وجدت أهلها فيها ما كان مقيلها موحشا ، وإن لم يكن ذلك النّزول وذلك التّعريج إلّا شيئا قليلا ، فهو نافع لي ، يذهب بتذكّر الأحباب فيه بعض همّي ، ويشفى غليلي ويرفع حزني.
هذا تمام الكلام في أقسام المكرّرين وأمثلتها. ثمّ شرع في أمثلة المتجانسين وهي أربعة أيضا.
(٢) أي قول القاضي الأرجاني من شعراء الدّول الأمويّة.
(٣) أي هذا التّفسير إشارة إلى أنّ «دعاني» تثنية دع فعل أمر من ودع يدع ، بمعنى ترك