قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

دروس في البلاغة

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

المؤلف :الشيخ محمّدي البامياني

الموضوع :اللغة والبلاغة

الناشر :مؤسسة البلاغ

الصفحات :454

تحمیل

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

267/454
*

[وإن كان] الانتقال من الكناية إلى المطلوب بها (١) [بواسطة فبعيدة ، كقولهم : كثير الرّماد ، كناية عن المضياف ، فإنّه (٢) ينتقل من كثرة الرّماد إلى كثرة إحراق الحطب تحت القدور ، ومنها] أي ومن كثرة الإحراق [إلى كثرة الطّبائخ (٣) ، ومنها (٤) إلى كثرة الأكلة] جمع آكل ، [ومنها إلى كثرة الضّيفان] بكسر الضّاد جمع ضيف ، [ومنها إلى المقصود] وهو المضياف ، وبحسب قلّة الوسائط وكثرتها تختلف الدّلالة على المقصود وضوحا وخفاء.

________________________________________________________

(١) أي إن كان الانتقال من الكناية إلى المطلوب بتلك الكناية بواسطة ، فتلك الكناية بعيدة ، أي تسمّى بذلك اصطلاحا لبعد زمن إدراك المقصود منها ، لاحتياجها في الغالب إلى استحضار تلك الوسائط ، وظاهره أنّها بعيدة ولو كانت الواسطة واحدة ، لأنّ فيها بعد إمّا باعتبار ما لا واسطة فيها أصلا. ثمّ مثّل للبعيدة فقال : «كقولهم : كثير الرّماد» حال كون هذا القول «كناية عن المضياف» ، أي كثير الضّيافة الّتي هي القيام بحقّ الضّيف ، فكثرة الرّماد كناية عن المضيافيّة بكثرة الوسائط.

والحاصل :

إنّه يلزم من كون كثير الرّماد كناية عن المضياف أن تكون كثرة الرّماد كناية عن المضيافيّة ، وهذه الكناية اللّازمة هي المقصود بالتّمثيل ، لأنّ أصل الموضوع هو الكناية المطلوب بها صفة من الصّفات.

(٢) هذا إشارة إلى الوسائط ، أي ينتقل من كثرة الرّماد المكنّى به «إلى كثرة إحراق الحطب تحت القدور» ضرورة أنّ الرّماد لا يكثر إلّا بكثرة الإحراق ، ولمّا كان مجرّد كثرة الإحراق لا يفيد وليس بلازم في الغالب ، لأنّ الغالب من العقلاء أنّ الإحراق لا يصدر منهم إلّا لفائدة الطّبخ ، وإنّما يكون الطّبخ إذا كان الإحراق تحت القدور ، زاده ليفيد المراد ويتحقّق الانتقال.

(٣) أي جمع طبيخ ، أي ما يطبخ.

(٤) أي من كثرة الطّبخ ينتقل إلى كثرة الأكلة أي الآكلين لذلك المطبوخ ، وينتقل من كثرة الأكلة إلى كثرة الضّيفان ، لأنّ الغالب أنّ كثرة الأكلة إنّما تكون من الأضياف لا من كثرة العيال ، وينتقل من كثرة الضّيفان إلى كثرة المضيافيّة ، إذ هما متلازمان.

والفرق بينهما : أنّ كثرة وجود الضّيفان وصف للأضياف ، والمضيافيّة وصف للمضيف ، إذ معناها القيام بحقّ الضّيف.