[وفي الثّانية] أي طويل النّجاد [تصريح ما (١) لتضمّن الصّفة (٢)] أي طويل [الضّمير] الرّاجع إلى الموصوف ، ضرورة احتياجها (٣) إلى مرفوع مسند إليه ، فيشتمل على نوع تصريح بثبوت الطّول له (٤) ، والدّليل على تضمّنه (٥) الضّمير أنّك تقول : هند طويلة النّجاد ، والزّيدان طويلا النّجاد ، والزّيدون طوال النّجاد ، فتؤنّث وتثنّي وتجمع الصّفة البتّة ، لإسنادها إلى ضمير الموصوف (٦) ، بخلاف هند طويل نجادها (٧) ،
________________________________________________________
(١) أي نوع تصريح بالمقصود الّذي هو طول القامة المكنّى عنه ، فلذا كانت كناية مشوبة بالتّصريح.
(٢) أي وإنّما كان فيها تصريح ما ، لتضمّن الصّفة الّتي هي لفظ طويل ، الضّمير الرّاجع للموصوف لكونها مشتقّة ، والضّمير عائد على الموصوف ، فكأنّه قيل : فلان طويل ، ولو قيل ذلك لم يكن كناية ، بل تصريحا بطوله الّذي هو طول قامته ، ولمّا لم يصرّح بطوله لإضافته إلى النّجاد ، وأومئ إليه بتحمّل الضّمير كانت مشوبة بالتّصريح.
(٣) أي احتياج الصّفة إلى مرفوع مسند إليه لأنّها مشتقّة ، وكلّ مشتقّ بمنزلة الفعل يحتاج إلى فاعل ظاهر أو مضمر كما في المثال.
(٤) أي لفلان.
(٥) أي تضمّن طويل ، ولو قال : تضمّنها ، أي الصّفة كان أولى ، إلّا أن يقال : إنّ تذكير الضّمير باعتبار أنّها وصف ، أي والدّليل على تضمّن تلك الصّفة للضمّير وتحمّلها له ، وإنّه فاعل لها لفظا ، لا لأنّها مضافة لفاعلها لفظا ، بل لفاعلها في المعنى «أنّك تقول : هند طويلة النّجاد ...».
(٦) أي إنّ تأنيث الصّفة وتثنيتها وجمعها في الأمثلة المذكورة تدلّ على إسنادها إلى الضّمير العائد إلى الموصوف ، فوجبت مطابقتها للموصوف ، ولازم ذلك أنّ طويل النّجاد يتضمّن الضّمير ومسند إليه ومشوب بالتّصريح ، فلا يكون كناية ساذجة.
(٧) أي بخلاف ما إذا كانت الصّفة خالية من ضمير الموصوف الّذي جرت عليه ، وأسندت لاسم ظاهر كالأمثلة المذكورة ، فإنّها حينئذ لا تطابق ما قبلها بل يجب فيها الإفراد والتّجريد من علامة التّثنيّة والجمع ، وتذكّر لتذكير الفاعل ، وهو الاسم الظّاهر الّذي أسندت إليه أعني النّجاد في الأمثلة المذكورة فتكون الكناية فيها ساذجة ، ولا يشوبها شيء من التّصريح