يقال : أقصر (١) عن الشّيء ، إذا أقلع عنه أي (٢) تركه وامتنع عنه (٣) أي امتنع باطله (٤) عنه وتركه (٥) بحاله [وعرّى (٦) أفراس الصّبا ورواحله (٧) ، أراد] زهير [أن يبيّن (٨) أنّه ترك ما كان يرتكبه زمن المحبّة
________________________________________________________
(١) أي أقصر فلان عن الشّيء.
(٢) أي تفسير للمتن.
(٣) أي امتنع عنه مع القدرة عليه ، وهذا إشارة لبيان المعنى اللّغوي للإقصار.
(٤) أي انتفى باطل القلب عنه ، هذا تفسير لقول الشّاعر :
«وأقصر باطله» ، وإشارة إلى أنّ المراد من الإقصار معناه المجازي وهو مطلق الامتناع.
(٥) أي وترك الباطل ذلك القلب ملتبسا بحاله الأصلي ، وهو الخلوّ من العشق ، وتفسير لقوله : «أي امتنع باطله عنه».
(٦) أي عرى القلب ، أي يكون نائب الفاعل ضمير القلب ، وأفراس بالنّصب مفعوله الثّاني.
(٧) أي والرّواحل جمع راحلة ، وهو البعير القوي في الأسفار ، ومعنى تعرية القلب عن أفراس الصّبا وعن رواحله أن يحال بينه وبين تلك الأفراس والرّواحل ، بحيث تزال عنه ، ويحتمل أن يكون نائب فاعل عرى هو الأفراس فيكون المعنى أنّ أفراس الصّبا ورواحله عرّيت من سروجها وعن رحالها الّتي هي آلات ركوبها للإعراض عن السّير المحتاج إليها فيه.
(٨) أي يبيّن بهذا الكلام. واعلم أنّ البيت المذكور يحتمل أن تكون الاستعارة المعتبرة فيه بالكناية ، وأن تكون تحقيقيّة ، فأشار المصنّف إلى تحقيق معنى الاستعارة بالكناية في البيت إلى بيان المراد به على تقدير وجودها فيه بقوله : «أراد ...».
وأمّا على مذهب صاحب الكشّاف من جواز كون قرينة المكنيّة تحقّيقيّة فلا تنفي المكنيّة عند الحمل على التّحقيقيّة.
وأشار إلى تحقيق معنى الاستعارة التّحقيقيّة فيه ، وإلى بيان المراد به على تقدير وجودها فيه بقوله : بعد «ويحتمل ...» ، ومن العلوم أنّه عند حمل الاستعارة في البيت على التّحقيقيّة تنفي الاستعارة بالكناية عند المصنّف وكذا عند القوم ، لأنّهم يقولون إنّ المكنيّة والتّخييليّة متلازمتان لا توجد أحدهما بدون الأخرى.