وبيان سبب قصر تسميتهم الأصل في الأربعمائة.
واعترض أيضاً بأنّه كثيراً من الأصول فيه كلام مصنّفيه (١) ، وكثيراً من الكتب ليس فيه ، ككتاب سليم بن قيس.
وهذا الاعتراض كما تراه ليس إلاّ (٢) مجرّد دعوى ، مع أنّه لا يخفى بُعده على المطّلع بأحوال الاُصول المعروفة. نعم لو ادعى ندرة وجود كلام المصنّف فيها فليس ببعيد ، ويمكن أن لا يضر القائل أيضاً ، وكون كتاب سليم بن قيس ليس من الاُصول من أين (٣)؟! إذ بملاحظة كثير من التراجم يظهر أنّ الاُصول ما كانت بجميعها مشخّصة عند القدماء.
هذا ، ويظهر من كلام الشيخ في أحمد بن محمّد بن نوح أنّ للاُصول ترتيباً خاصّاً (٤).
وقيل في وجه الفرق : إنّ الكتاب ما كان مبّوباً ومفصّلاً ، والأصل مجمع أخبار وآثار (٥).
ورُدّ بأنّ كثيراً من الاُصول مبوّبة (٦).
__________________
١ ـ في « م » : مصنّفه ، وفي « ق » : كلام من مصنّفهم.
٢ ـ في « أ » و « ب » و « ح » و « ك » و « م » بعد إلاّ زيادة : من.
٣ ـ قال الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني ـ من أعلام القرن الرابع ـ في كتاب الغيبة : ١٠١ ما نصّه : وليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهمالسلام خلاف في أنّ كتاب سُليم بن قيس أصل من أكبر الاُصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت عليهمالسلام وأقدمها ... إلى أنْ قال : وهو من الاُصول التي ترجع الشيعة إليها ويُعوّل عليها.
٤ ـ كما قال الشيخ في الفهرست : ٨٤ / ٥٥ في ترجمة أحمد بن محمّد بن نوح : وله كتب في الفقه على ترتيب الاُصول.
٥ ـ اُنظر عدة الرجال للكاظمي : ١٢.
٦ ـ كما أنّه يظهر أنّ بعض الكتب غير مبوّبة كما ورد في قول النجاشي في ترجمة