مسكيّة النّفحات تحسب تربها |
|
برد الخليع معطّر الأردان(١) |
وكأنّما نسي التّجار لطيمة |
|
جرت الرّياح بها على القيعان(٢) |
ماء كجيب الدّرع يصقله الصّبا |
|
ويفي بدوحته النّسيم الواني(٣) |
زفر الزّمان عليهم فتفرّقوا |
|
وجلوا عن الأقطار والأوطان (٤) |
وقال أبو إسحاق الصابي ، وتوارد مع الشريف الرضي في المعنى والقافية ، يصف قصر روح بالبصرة : [الكامل]
أحبب إليّ بقصر روح منزلا |
|
شهدت بنيّته بفضل الباني |
سور علا وتمنّعت شرفاته |
|
فكأنّ إحداهنّ هضب أبان |
وكأنّما يشكو إلى زوّاره |
|
بين الخليط وفرقة الجيران |
وكأنّما يبدي لهم من نفسه |
|
إطراق محزون الحشا حرّان |
ولأحمد بن فرج الإلبيري من أبيات : [الوافر]
سألت بها فما ردّت جوابا |
|
عليك ، وكيف تخبرك الطّلول؟ |
ومن سفه سؤالك رسم دار |
|
مضى لعفائه زمن طويل |
فإن تك أصبحت قفرا خلاء |
|
لعينك في مغانيها همول |
فقدما قد نعمت قرير عين |
|
بها وبربعها الرّشأ الكحيل |
وقال أبو عبد الله بن الخياط (٥) الأندلسي الأعمى : [البسيط]
لو كنت تعلم ما بالقلب من نار |
|
لم توقد النّار بالهنديّ والغار |
يا دار علوة قد هيّجت لي شجنا |
|
وزدتني حرقا ، حيّيت من دار |
كم بتّ فيك على اللّذات معتكفا |
|
واللّيل مدّرع ثوبا من القار |
كأنّه راهب في المسح ملتحف |
|
شدّ المجدّ له وسطا بزنّار |
__________________
(١) في ب : برد الخليع.
(٢) في الديوان : العقيان. واللطيمة : وعاء من المسك ، والقيعان : جمع قاع ، وهو الأرض السهلة بين جبلين.
(٣) في ج : ويقي بدوحته. وفي الديوان : ونقا يدرجه.
(٤) في ب ، ه : وجلوا عن الأوطار والأوطان.
(٥) في ب : الحناط ، وهو أصح من الخياط.