ما كلّ من طلب السعادة نالها |
|
وطلاب ما يأبى القضاء شقاء |
ومنها :
وقد استطار بأسطري نحو الندى |
|
من أنهضته لنحوك العلياء |
طلب النباهة في ذراك فما له |
|
إلا لديك تأمّل ورجاء(١) |
وهو الذي بعد التجارب أحمدت |
|
أحواله وجرى عليه ثناء |
لا يقرب الدنس المريب كواصل |
|
هجرته خوفا أن يشان الراء |
[قد مارس الحرب الزبون زمانه |
|
وجرت عليه شدة ورخاء] (٢) |
وعلاك تقضي أن يسود بأفقها |
|
لا غرو أن يعلي الشهاب بهاء |
وقوله من قصيدة : [بحر الكامل]
ألف التغرّب والتوحّش مثل ما |
|
ألف التوحّش والنفور ظباء |
حجّابه ألفوا التهجّم والجفا |
|
فهم لكل أخي هدى أعداء |
مهما يرم طلب إليه تقربا |
|
بعدت بذاك البدر عنه سماء |
لكنني ما زلت أخدع حاجبا |
|
ومراقبا حتى ألان حباء(٣) |
والأرض لم تظهر محجب نبتها |
|
حتى حبتها الديمة الوطفاء(٤) |
قيل : وهذا معنى لم يسمع من غيره ، وقوله في خسوف البدر : [بحر الكامل]
شان الخسوف البدر بعد جماله |
|
فكأنه ماء عليه غثاء(٥) |
أو مثل مرآة لخود قد قضت |
|
نظرا بها فعلا الجلاء غشاء |
وله من قصيدة عتاب يقول فيها : [بحر الكامل]
ولقد كسبت بكم علا لكنها |
|
نظرا بها فعلا الجلاء غشاء |
__________________
(١) الذرى : ساحة الدار.
(٢) هذا البيت غير موجود في ه. والحرب الزبون : الشديدة المتدافعة.
(٣) الحباء : العطاء.
(٤) حبتها : أعطتها. والديمة : المطر الذي يسقط بهدوء دون برق أو رعد.
(٥) الغثاء : الزبد.