وشممت عرف نسيمه ال |
|
جاري على مسك وندّ |
وصحوت من ريّا القرن |
|
فل بين ريحان وورد |
وألذّ من وصلي به |
|
شكواه وجدا مثل وجدي |
ومن نظم الطرطوشي قوله أيضا : [المتقارب]
كأن لساني والمشكلات |
|
سنى الصّبح ينحر ليلا بهيما(١) |
وغيري إن رام ما رمته |
|
خصيّ يحاول فرجا عقيما |
وقوله أيضا : [المتدارك]
اعمل لمعادك يا رجل |
|
فالنّاس لدنياهم عملوا(٢) |
||
واذخر لمسيرك زاد تقى |
|
فالقوم بلا زاد رحلوا(٣) |
||
٤٧ ـ ومنهم محمد بن عبد الجبار الطرطوشي (٤) ـ وفد إلى المشرق ، وذكره العماد في «الخريدة» وله في الآمدي العلي (٥) بمصر ، وكان يخضب بسواد الرمّان قوله (٦) : [الخفيف]
اخلط العفص فيه يا أحوج النّا |
|
س إلى العفص حين يعكس عفص |
٤٨ ـ ومنهم القاضي الشهير الشهيد أبو علي الصيرفي (٧) ، وهو حسين بن محمد بن فيّره بن حيّون ، ويعرف بابن شكّرة (٨) ، وهو من أهل سرقسطة ، سكن مرسية. وروى بسرقسطة عن الباجي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل وغيرهما ، وسمع ببلنسية من أبي العباس العذري ، وسمع بالمريّة من أبي عبد الله محمد بن سعدون القروي وأبي عبد الله بن المرابط وغيرهما ، ورحل إلى المشرق أول المحرم من سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، وحج من عامه ، ولقي بمكة أبا عبد الله الحسن بن علي الطبري وأبا بكر الطرطوشي وغيرهما ، ثم سار إلى البصرة فلقي بها أبا يعلى المالكي وأبا العباس الجرجاني وأبا القاسم بن شعبة وغيرهم ، وخرج إلى بغداد فسمع بواسط من أبي المعالي محمد بن عبد السلام الأصبهاني وغيره ، ودخل بغداد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، فأطال الإقامة بها خمس سنين كاملة ، وسمع بها من أبي الفضل بن خيرون مسند بغداد ، ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار
__________________
(١) الليل البهيم : الشديد الظلمة.
(٢) في ب : فاعمل لمعادك ... فالقوم لدنياهم ..
(٣) في ب : لمسيرك من زاد ..
(٤) في بعض النسخ : الطرسوسي.
(٥) في ج : الأمد العجلي.
(٦) في ب : الرمان يخضب بأقبح سواد خضب به.
(٧) في ب : الصدفي.
(٨) في ب : بابن سكرة.