لئن بان ؛ إنّا بالأنين لفقده |
|
وبالدّمع في إثر الفراق حكيناه |
(١) وأنشدني والدي موشحة لأبي الحسن المريني معاصره وصاحبه يذكر فيها هذا السّدّ ، وهي :
مطلع
في نغمة العود والسّلافه |
|
والرّوض والنّهر والنّديم(٢) |
||
أطال من لا مني خلافه |
|
فظلّ في نصحه مليم |
||
دور
دعني على منهج التّصابي |
|
ما قام لي العذر بالشّباب |
ولا تطل في المنى عتابي |
|
فلست أصغي إلى عتاب |
لا ترج ردّي إلى صواب |
|
والكأس تفتر عن حباب |
والغصن يبدي لنا انعطافه |
|
إذا هفا فوقه النّسيم |
والرّوض أهدى لنا قطافه |
|
واختال في برده الرقيم |
دور
يا حبّذا عهدي القديم |
|
ومن به همت مسعدي |
||
ريم عن الوصل لا يريم |
|
مولّع بالتّودّد(٣) |
||
ما تمّ إلّا به النّعيم |
|
طوعا على رغم حسّدي |
||
معتدل القدّ ذو نحافه |
|
أسقمني طرفه السّقيم |
||
ورام طرفي به انتصافه |
|
فخدّ في خدّه الكليم |
||
دور
غضّ الصّبا عاطر المقبّل |
|
أحلى من الأمن والأمل |
ظامي الحشا مفعم المخلخل |
|
حلو اللّمى ساحر المقل |
لكلّ من رامه توصّل |
|
لم يخش ردّا بما فعل |
أشكو فيبدي لي اعترافه |
|
إن حاد عن نهجه القويم |
__________________
(١) بان : بعد.
(٢) السلافة : الخمر.
(٣) لا يريم : لا يفارق.