الهوى في طلوع تلك النّجوم |
|
والمنى في هبوب ذاك النّسيم |
سرّنا عيشنا الرّقيق الحواشي |
|
لو يدوم السّرور للمستديم |
وطر ما انقضى إلى أن تقضّى |
|
زمن ما ذمامه بالذّميم |
أيّها المؤذني بظلم اللّيالي |
|
ليس يومي بواجد من ظلوم(١) |
ما ترى البدر إن تأمّلت والشّم |
|
مس هما يكسفان دون النّجوم |
وهو الدّهر ليس ينفكّ ينحو |
|
بالمصاب العظيم نحو العظيم |
وقال الفتح أيضا في شأن ابن زيدون ، ما صورته (٢) :
ولما تعذر انفكاكه ، وعفّر فرقده وسماكه ، وعاودته الأوهام والفكر ، وخانه من أبي الحزم الصارم الذكر ، قال يصف ما بين مسرّاته وكروبه ، ويذكر بعد طلوع سعده (٣) من غروبه ، ويبكي لما هو فيه من التعذير ، ويعذر أبا الحزم وليس له غيره من عذير ، ويتعزى بإخناء (٤) الدهر على الأحرار ، وإلحاحه على التمام بالسّرار ، ويخاطب ولّادة بوفاء عهده ، ويقيم لها البراهين على أرقه وسهده (٥) : [البسيط]
ما جال بعدك لحظي في سنا القمر |
|
إلّا ذكرتك ذكر العين بالأثر |
ولا استطلت ذماء اللّيل من أسف |
|
إلّا على ليلة سرّت مع القصر |
في نشوة من سنات الدّهر موهمة |
|
أن لا مسافة بين الوهن والسّحر(٦) |
يا ليت ذاك السّواد الجون متّصل |
|
قد استعار سواد القلب والبصر |
يا للرّزايا لقد شافهت منهلها |
|
غمرا فما أشرب المكروه بالغمر |
لا يهنأ الشّامت المرتاح خاطره |
|
أنّي معنّى الأماني ضائع الخطر |
هل الرّياح بنجم الأرض عاصفة |
|
أم الكسوف لغير الشّمس والقمر |
إن طال في السّجن إيداعي فلا عجب |
|
قد يودع الجفن حدّ الصّارم الذّكر |
وإن يثبّط أبا الحزم الرّضا قدر |
|
عن كشف ضرّي فلا عتب على القدر |
__________________
(١) في ب : بواحد من ظلوم.
(٢) القلائد : ٧٦.
(٣) في ب : طلوع أمله.
(٤) في ب ، ه : بإنحاء الدهر.
(٥) ديوان ابن زيدون ص ١٤٧.
(٦) في ب : في نشوة من شباب الوصل من أسف.