عادتهم في ترك النظر بكلمات الإمامية ، رغبة عن الحقّ ، وتعصّبا لما هم عليه.
لكن لمّا كان لشارح « المواقف » حاشية على « شرح التجريد القديم » (١) ، اطّلع على الجواب الأوّل ، فذكره في « شرح المواقف » (٢) ؛ لأنّ شيخ المتكلّمين نصير الدين قدسسره قد ذكره في « التجريد » (٣) ، فكان هذا الجواب من خواصّ نصير الدين ، والجواب الثاني منخواصّ المصنّف.
ثمّ إنّ ما أجاب به الخصم عن الأوّل بقوله : « بل ندّعي انقلاب العلم جهلا » غير نافع له ؛ لأنّ لزوم الانقلاب ما لم يكن العلم مؤثّرا لا يوجب سلب تأثير قدرة العبد كما هو مدّعاهم ، وإنّما يوجب أن يقع ما علم الله تعالى على الوجه الذي علمه من الاختيار أو الاضطرار ، كما إنّ صدق الصدق في الأخبار إنّما يقتضي ذلك.
وأمّا ما أجاب به عن الثاني ..
ففيه : إنّ الوجوب بالغير ، الحاصل من فرض وقوع الممكن
__________________
(١) هو الشرح المسمّى « تشييد القواعد » أو « تسديد القواعد في شرح تجريد العقائد » تأليف : شمس الدين محمود بن عبدالرحمن بن أحمد الأصفهاني ، المتوفّى سنة ٧٤٦ ه.
وتسميته بالشرح القديم لا لكونه أقدم الشروح ، بل لتقدّمه على « شرح التجريد » المعروف ب « الشرح الجديد » ، للشيخ علاء الدين عليّ بن محمّد القوشجي ، المتوفّى سنة ٨٧٩ ه.
وقد كتب شارح « المواقف » السيّد الشريف عليّ بن محمّد الجرجاني ، المتوفّى سنة ٨١٦ ه حاشية على الشرح القديم هذا ، اشتهرت باسم « حاشية التجريد ».
انظر : الذريعة ٣ / ٣٥٤ ، مقدّمة تجريد الاعتقاد : ٨٠ ، كشف الظنون ١ / ٣٤٦.
(٢) شرح المواقف ٨ / ١٥٥.
(٣) تجريد الاعتقاد : ١١٣ ـ ١١٤.